السبت، أغسطس 25، 2012

موشومة أنا بالرجل المصري


يعتبرني الغالبية العظمي من الأصدقاء المدونين عدوة للرجال،ويعلنون تذمرهم عبر تعليقات لاذعة حول ما أكتبه ويمس الرجل ،أو بإيميلات شديدة اللهجة تستهجن أسلوبي الذي لا يروق لهم ،كالتأكيد على أن الرجل ليس نذلا بطبعه بل شهد التاريخ على أعلى مستويات النذالة في النساء،وإنني إمرأة ظالمة يعز عليها أن تقول يوما كلمة حق تنصف بها الرجال.

أحد الأصدقاء كتب لي ) ماهذا الكم من الإتهامات التي تصوبينها تجاه الرجل المصري،هل يعقل أن يكون الرجل نذلا بطبعه والنذاله تساوى الرجل كما تقولين؟ا والله رأيت وعاصرت وحضرت قصصا كثيرة كلها نذالة نسوية في أعلى مستويات النذالة التى تهون معها نذالة سالومى مع النبى يحيى،أو نذاله دليلة مع شمشون ،و لاأشك لحظة إنك تعرفي من هذه القصص الكثيرأيضا،وبقلب مفتوح وفى لحظات صدق أسألك أليس الرجل هو من يحميكن فى الشدائذ، ويذود عنكن فى المصائب ويشذ أزركن فى الخلافات، ويحمى ظهوركن فى الملمات؟ أليس الرجل من يسهر على راحتكن ويهتم بشؤونكن ويلبى طلباتكن ويحميكن من تقلبات الدهر وخبايا الزمن؟).

وصديق أخر قال:(هل نحن جميعا قي نظرك لا نساوي ربع كلمة حلوة تكتبينها علينا ؟؟ والله احنا فينا الغلابه والحنينين والطيبين والجدعان وفينا العكس ايضا.....؟؟).

وثالت علق قائلا:أنتظر منك مقالا عن رأيك فى الرجل المثالى؟ وماهي المتطلبات التي يفترض وجودها فى رجال هذا العصر، وانت لا ترينه،ليتك تنيرين لنا الطريق وقولي لنا نحن الصنف الغريب ماالذي ينقصنا؟



ولأنه يعز علي زعل الرجال مني، فأنا اؤكد إنني عندما أتناول بعض الحوادث التي ربما تدلل على بعض التصرفات غير اللائقة من الرجل، فذلك لإنني أحبه وأقدره وله في قلبي مكانة أراه فيها متوجا على عرش حياتي، لذلك أرفض بشدة أن أراه مخلوعا من تلك المكانة المقدسة لدي، ،وإذا كان الرجل لايدرك ما يفعل فإنني أحاول أن أستعرض أمامه المواقف التي تشعره بالخجل لإنها لاتليق به،إذا فعلها أو ينوي القيام بها متعمدا أو بغير قصد، فهذا دور المرأة التي تحبه في أجمل صوره،وأخص تحديدا الرجل المصري الكبير جدا في نظري ، هذا الرجل الذي احبه بعنف ورقة،بقسوة وحنان، الرجل الذي أعتبره وطني الذي أعشقه وبدونه لا أساوي شيئا.



ومن خلال غربتي خارج مصر والتي أستمرت سنوات طويلة،تعايشت فيها بشكل يومي مع زملاء لي من كافة الجنسيات العربية،وهذا جعلني أخرج بنتيجة هامة وهي أنني لايمكن أبدا في يوم من الأيام أتخيل نفسي حبيبة أو زوجة لرجل غير الرجل المصري،قد يعتبر البعض كلامي هذا نوعا من العنصرية، ورغم إنني أبغض العنصرية في كافة أشكالها إلا أنني وفي حب مصر وحبي للرجل المصري أرحب بوصفي بالعنصرية.هل تعلمون الى أي مدى وصلت عنصريتي؟ أنني أحزن من زواج المصري بغير المصرية،وأموت قهرا عندما أرى المصري يعشق أمرأة غير مصرية.



ولكن لماذا الرجل المصري وليس سواه ؟لأن أبسط ما اقوله عن الرجل المصري بيني وبينه تاريخ طويل، وموروث ثقافي مشترك يجعلني أحس إننا روح واحدة،و إنني موشومة به ولا أستطيع الفكاك من آسره،هذا الآسر الذي أعتقلت فيه نفسي برغبة مني و بكامل إرادتي.

والرجل المصري هو نصفي الحلو الذي اسعد به فهو أبي وأخي وزوجي وأبني ،أحببته طفلا ثائرا متمردا يرغب في أمتلاك كل الأشياء، و حين يمتلكها يهجرها الى عوالم أسطورية لم يكتشفها بعد،أحببته مجنونا لعوبا شقيا، وعشقته رجلا عاقلا متزنا و منطقيا،وهويته كائنا هلاميا اضيع فيه عندما أطارده ولا أصل أليه،وعشقته رجلا مستحيلا اسعي أن يكون في عالمي واقعيا،أحببته كاذبا ساذجا كي احتويه بين ضلوعي كطفل أهوج لابد من السيطرة علية،وعشقته صادقا في حبه لي ،مخلصا في عمله متفانيا في تحقيق ذاته،أحببته أنانيا يرى نفسه محور الكون،وعشقته معطاء متفانيا ينشر دفئه في كل مكان،أحببته سيراليا رمزيا تكعيبياوعشقته ساطعا كالشمس،ثائرا كالبركان ،وأحببته بدائيا،بدويا،إنفعالياهجوميا.وعشقته مهذبا حضاريا.




أحببته شاطئا أرسو عليه،وعشقته وطنا لايسمح بالإغتراب لمواطنيه
أحببته، وهو يحتويني بشموخ وقوة،وعشقته مقتحما لأعماقي الصامتة ليحررني من ظنوني وأوهامي،عشقته في كل حالاته وأجواءة وطقوسه وعواصفه وأنواءه،احببته استاذا في دروس الحب،عبقريا في ممارسة فنونه،وعشقته يرسب في أحضاني،أحببت نفسي لإنني ذاك الضلع الأعوج له، وأتمنى دائما أن أكون قريبة الى قلبة ، لتشتعل به روحي و لأذوب عشقا في دفء أحضانه وحنان أنفاسة،أحببته وأنا أدفن رأسي داخل صدره، وأنا اتمنى ان اكون دائما امراته وألا يأتي أبدا هذا اليوم الذي يقلع فيه عني.




أحببته وهو يبعثر شعري مجتاحا كل كياني
واحببته ديمقراطيا يسمح لي بالحرية وإبداء الرأي ،وعشقته ديكتاتورا يختم فمي بالشمع الآحمر.




احببت كلمات حبه المصريه وهي عندي أجمل لغات الحب الشاعرية
وأحببته يدندن معي بأغنية مصرية،ويمطرني بقفشات مصريه،ويوجعني بآلام مصرية،فانا لااؤمن إلا بالرجل المصري والحب المصري ولا أسمح لنفسي بالبقاء داخل غرفة العمليات لأنني أخترت رجلا وحبا وعشقا خارج أطري المصرية.

إيمان قنديل

الخميس، يوليو 26، 2012

لصوص لكن ظرفاء



جلست أتحدث مع أبنتي عن الشحاذين والنصابين الذين ينتشرون في شهر رمضان،وعدت بذاكرتي إلى الماضي وتذكرت أول عملية نصب وقعت معي أثناء طفولتي،عندم اأرسلتني والدتي لشراء كيسا من المعكرونة من محل البقالة المجاور لبيتنا، فتقدم نحوي رجل لا أعرفه يسألني ( هل ذهبت إلى عم حسين؟) فأجابت بالنفي ؟،الا أنه عاجلني بالقول إن والدي أحضر لي فوانيس رمضان ويجب أن أذهب لعم حسين لأخذها منه.
وطلب مني أن يصطحبني إليه، وبعد خطوات قليلة سألني عن النقود التي أغلق عليها يدي، فأخبرته بالمبلغ، فنصحني ألاأظهرها أمام العم حسين كي لا يزعل لأنه منح والدي الفوانيس كهدية لنا ، فأحكمت يدي عليه اأخبئها، إلا أنه أخبرني أنه مازال يراها داخلي دي وعلي أن أعطيه النقود حتى يخفيها.


وأعطاني لفة صغيرة من ورقة جريدة وأخبرني أن النقود بداخلها، ثم أشار إلىمحل بعيد وأخبرني أنه محل عم حسين بائعالفوانيس، وذهبت ولم أجد أحد ولم أجد أيةفوانيس ،وعدت إلى المنزل وعرفت أمي أننيوقعت ضحية لنصاب ولا اثر للنقود داخلورقة الجريدة، وحمدت الله على عودتيسالمة، ونهرني والدي و حذرني من تصديقأحدا أراه في الشارع ولاأعرفه مهما حدث.


وفي شهر رمضان أيضا وأثناء عودتي منالجامعة وتحديدا أمام احد المخابز التيازدحمت بالناس، اقتربت مني سيدة ظهرعليها التعب والإرهاق وقلة الحيلة، وأعطتنيورقة كتب عليها اسم كتاب باللغة الانجليزية،وأخبرتني أنه كتاب لأبنها طالب الطب وإنها فقيرة لا تستطيع شراءه لإرتفاع ثمنه،فانهمرت دموعي وبشكل تلقائي مددت يدي داخل حقيبتي لأجمع كل ماأستطعت من نقود لأعطيها للمرأة.


وواصلت سيري إلى المنزل باكية، وعندمادخلت البيت سألتني والدتي بفزع عما يبكيني، فقصصت لها الحكاية،وأستفزتني ضحكات أخي المرتفعة والذي قال لي( اللي مامعهوش مايلزموش) لماذا يلتحق ابنها بكلية الطب وهي كلية لا يقدر عليها سوى الأغنياء؟،وأكد لي ان تلك المرأة نصبت علي . فشعرت بالضيق والنفور من أخي الذي تحدث بنبرة لاترحم الفقراء، حتى شاهدت تلك السيدة وبعدثلاثة شهور تقريبا وهي تستعطف المارة بنفس الأسلوب ومازالت في يدها القصاصةالتي كتبت عليها اسم الكتاب.


ابتسمت وأنا أسترجع الذكريات عندم قامت والدتي بدعوتي على الإفطار وكنت لاأزال عروسا لم يمض على زواجي سوى عدة شهور، وعندما هممت بالنزول من السيارة فوجئت بامرأة تهجم علي وتنحني لتقبل يدي وهي تخبرني بأنها ستطرد من الغرفة التي تعيش فيها غداً إذا لم تدفع الإيجار.


ولم أتمالك دموعي ومددت يدي سريعا داخلحقيبتي واقتطعت من مالي ما يمكن أن يسددثمن ايجار الغرفة ومنحته للمرأة، وعندماقصصت على أمي الحكاية، ضحكتوأخبرتني ا أن هذا السيناريو يتكرر كثيرا منتلك المرأة ويوميا في هذا المكان.

وذات يوم وأثناء انشغالي في العمل دخل ا لمكتب شاب يبدو في الخامسة والثلاثين من عمره وأكد لي أنه قصدني بالذات لأنه يعرف أني امرأة بمائة رجل وأني سأساعده في المحنة التي ألمت به فقد أتى إلى البلد(أبوظبي) بتأشيرة زيارة لعله يجد عملا إلا أنه لم يحالفه الحظ ويريد أن يعودالى الوطن ثانية وقد جمع له الأصدقاء جزءاً من ثمن التذكرة.
ولم يتبق منها إلا حوالي 400 درهم وإنه مستعد لمنحي كافة الضمانات وسيعطيني عنوانه ليرد لي المبلغ،فأشتعلت نيران الجدعنه في دمي خاصة وأنه أبن بلدي ونحنفي غربة ،و طلبت منه أن ينتظرني بضع دقائق، وقمت بجولة سريعة، ولم يقصرالزملاء في المساهمة، ومنحت الرجل ما أرادوعندما قصصت الحكاية لزوجي ضحك متسائلا (هو وصل ليكم أنتم كمان ،،ده كان عندنا في الشغل وطلب نفس الطلب أمبارح؟).

وضحكت مع أبنتي على عمليات النصب التي لا يمكن اكتشافها إلا بعد فوات الأوان.


إيمان قنديل

الثلاثاء، يوليو 17، 2012

خمسة أشياء تتعبني



طلبت مني أبنتي أن أكتب عن خمسة أشياء تخصني ومجهولة بالنسبة للأخرين وأتمنى التخلص منها،وراقت لي الفكرة لفتح صندوقي الأسود الذي لايعرف محتوياته سوى المقربين مني ،وقررت البوح بأشياء عاشت معي سنوات طويلة أتعبتني وأرهقتني وتمنيت أن ترحل عني،وأحلم فعلا بعمل نيولوك لتجديد شخصيتي وأتعرف أيضا على أصدقاء جدد يدخلون حياتي ويتناسبون مع التحديث.

أتجهت إلى إنسان قريب جدا من قلبي وعقلي وطلبت منه أن يذكر لي عيوبي ويواجهني بها حتى أتخلص منها،صدمتني المفاجأة عندما تنهد طويلا ودقق النظر إلي بعيون تكسوها الحيرة والأسف ,وأخذ يهز راسة يمنة ويسرة ويمط شفتيه،فلم أتمالك نفسي وكان رد فعلي سريعا فقلت له متعجبة (ياااااااااااااااااه للدرجة دي أنا مليانه عيوب؟)،فأبتسم ممازحا وقال لي( الموضوع موش سهل ولا يتاخد على الماشي كده )،ووعدني إنه سيفكر في الموضوع ويخبرني،ولكنه لم يفعل،ولإنني أعرف عيوبي أكثر من غيري فهذا إعتراف مني بها.

أولها النوم والأحلام/نومي قليل ومتقطع،ويمكن أن أواصل الليل بالنهار خاصة لو كان هناك أمر يشغل بالي،وأحلامي عجيبة غريبة،فكل ما أراه في منامي يتحقق (وللأسف عمري ماحلمت أحلام عدله)،ولاأستطع النوم مطلقا بدون غطاء ثقيل صيفا أو شتاء،والأهم من ذلك كله لابد من إرتدائي جورب وهو رفيق لي في جميع سفراتي، أتذكر إنني مرة سافرت ونسيت جوربي الخاص بالنوم،وفي يومي الأول لم أتمكن من النوم مطلقا وكإنني شربت كافة المنبهات في الدنيا،حتى هداني تفكيري إلى ربط أقدامي بإيشاربات كانت معي.

ثانيا المظهر والجوهر/كل من يراني للوهلة الأولي يعتقد إني ست قوية ومفترية،والحقيقة التي لايعلمها سواي إنني ست ضعيفة وأغلب من الغلب أمام كل حبايبي وجميع الحالات الإنسانية،وأتحول فعلا إلى الرجل الأخضر مع الناس الرزلة اللي مابينزلوش لي من زور.

ثالثا الحب والكراهية/غالبا لا أتسرع في حب من يمرون في حياتي،وإذا أحببت فإنني أبغض ببطء ، بااخد وقت طويل قوي علشان احب وبرضه بااخد وقت طويل قوي علشان أكره، وللأسف الناس بتفهمني غلط،لأني أمنح من أحبهم فرصا كتيره جدا حتى يعتقدوا إنني معهم لاشخصية لي،وإنه يمكنهم فعل مايحلو لهم بي، لكن الحقيقه اني مؤمنه بالمثل القائل (احذروا شر الحليم اذا غضب )، بصراحه انا باغضب بعد لما يفيض بي ولكن لو غضبت قولوا علي عقلي السلام باكون ماشيه شعري منكوش ولابسه جلابيه بيضا وحاطه علي راسي كسروله ، وما بحسبش ايه ممكن يحصل اللي يحصل يحصل.

رابعا القلق والخوف/انا شخصيه قلقه دايما خايفه من المجهول ، وباخاف دايما افقد حبايبي ، وبااخاف تكون نهايتي مؤلمة ، بصراحه انا حساسه قوي تجاه حبايبي ومابعرفش اخد حقي منهم ، لكن باطلع عين اي حد تاني مابيهمنيش ، علشان كده كل الناس بيقولوا عني قويه ، وما بيصدقوش اني ممكن اكون ضعيفه او أتألم أو فيه حاجه ممكن تقهرني .ولو حد قال لي كلمه تزعلني افضل لا علي حامي ولا بارد ويفضل عقلي يودي ويجيب ليه قال كده ويقصد اي؟.

بأخاف جدا من المرض خاصة بعد الأزمة الصحية المفاجئة التي أصابتني وغيرت مجرى حياتي،ورغم أن الله سبحانة وتعالى وقف معي،إلا أن تبعات هذا الموضوع مازالت تؤرقني.

وكنت زمان نفسي اعيش لوحدي دلوقتي باخاف من الوحده وبحس أنها ممكن توصلني لحد مستشفي المجانين، وكنت بأخاف من ركوب الطيارات وافضل عندي أكتئاب لمده شهر قبل السفر ، وبعدين لما عرفت أن اللي بيموت في اي حادثه ربنا بيعتبره شهيد ويغفر له ذنوبه راح خوفي ، وكمان نسيت اقول لكم قال ايه كنت اخاف لما الطياره تطير فوق البحر ، واطمن وهي طايره فوق الأرض قال يعني لما حاتقع حأنزل أمشي لكن لما تقع علي البحر حاأغرق لأني باعوم أي كلام.

خامسا الدموع /دموعي قريبه جدا جدا ، من اي موقف ممكن اشوفه ويؤثر في ، من حكايه سمعتها ووجعت قلبي ،لما أشوف مشهد مؤثر في التلفزيون،أو أسمع أغنية وطنية عن مصر،و لما حبايبي يكونوا مزعليني ، وبرضه لما

حبايبي يصالحوني ، كمان اعيط بحرقه لما أحس بالظلم

وبعيط كتير قوي قوي قوي قوي قوي قوي علي حالي وحال بلدي .

إيمان قنديل

الأربعاء، يوليو 11، 2012

هبوط إضطراري


كانت تتابع بشغف الطائرات المحلقة في السماء وتحلم أن تكون من هؤلاء الركاب الذين يطيرون فوق السحاب،وتحققت الأمنية عندما تزوجت وسافرت مع زوجها لقضاء شهر العسل في بلد أوربي، يومها شعرت ببعض الارتباك خففه عنها زوجها الذي علمها كيف تربط حزام الأمان وتشده على خصرها، وكيف تجعل المقعد في وضع قائم في حالة الصعود والهبوط؟، وكيف تنتبه لتعليمات السلامة؟


وتكررت سفراتها فيما بعد، وأصبح للترحال بالطائرة متعة خاصة جدا خاصة على مقعد النافذة الذي يمكنها من مشاهدة صعود وهبوط الطائرة، ورؤية معالم المدن التي تزورها من أعلى،ولم تشغلها يوماحوادث الطائرات التي تراها من حين إلى آخر على شاشات التلفاز،وتعتبر كل ما يحدث قضاء وقدرا لا حيلة للبشر فيه.


مؤخرا أنتابتها أحاسيس مختلطة بين الخوف والقلق والتردد بسبب السفر في الجو، بل وتركت نفسها فريسة سهلة لاكتئاب مؤذ يداهمها كلما قررت السفر بالطائرة ،حاولت أن تفهم معنى التغير الذي حدث لها وفكرت مليا في الأسباب التي تجعلها تصل إلى مرحلة التشاؤم والهلع من ركوب الطائرات .

وبررت لنفسها ذلك بعدة أسباب ربما كان خوفها من أن تلقي حتفها في الجو أن تترك أولادها دون أم ترعاهم وتأخذ بيدهم حتى يستطيعوا مواجهة الحياة،أو ربما أنه كلما تقدم بها العمر كلما ازدادت تشبثاً بالحياة،أو لأنها لا تريد أن تنتهي حياتها بقصة تشبه أفلام الأكشن الأميركية، أو بقصة درامية تتناقلها وكالات الأنباء وصفحات الجرائد والفضائيات.

واليوم سافرت بصحبة زميلتها في مهمة رسمية،ورغم أن سفرها مع أحد تعرفه يهون عليها الوقت لأنها غالبا تقضيه في الثرثرة وسرد الحكايات مع الطرف الآخر منذ وقت إقلاع الطائرة حتى هبوطها بسلام، إلا أنها لم تكن ترتاح لتلك السفرة،وهاجمها شعور غريب بأن شيئاً مؤسفا سيحدث، وأثناء الاقلاع قرأت دعاء السفر أكثر من مرة،وظلت تنظر بقلق لعلامات ربط الأحزمة، وبعد الإنتهاء من تناول الغداء فجأة انطلقت الصفارة التي تشير إلى ربط الأحزمة بشكل هيستيري، ثم أعلن المذياع الداخلي عن ضرورة ربط الأحزمة لأن الطائرة تهبط،وعلى جميع الركاب البقاء في مقاعدهم وإبقاءها قائمة، وهرع المضيفون والمضيفات بشكل يبعث على القلق لأخذ أماكنهم جلوسا على مقاعدهم،وتبادل المسافرون النظرات الحائرة والتساؤلات المحمومه عما يحدث،لعلهم يجدوا في الحديث سويا مايطمئنهم.

ولكن هيهات فقد أصيب الجميع بالوجوم وبدأت تنظر من النافذة فوجدت الطائرة تهبط إلى الأسفل بشكل واضح، تملكها الرعب،تحدثت مع نفسها بصوت مسموع (أتاك الموت يا تارك الصلاة)، وبدأت في ترديد بعض الأدعية خاصة دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت (لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، وضجت الطائرة بالإهتزازات والمطبات الهوائية وكأنها سيارة تسير في شارع غير ممهد ومليء بالحفر والصخور.

نظرت إلى زميلتها فوجدتها غارقة في النوم وكانت قبل ذلك بدقائق تؤكد لها أنها لا تستطيع النوم أثناء سفرها بالطائرة حتى لو كانت متعبة،بل وتظل مستيقظة حتى تهبط الطائرة إلى أرض المطار، فتابعت بإصرار الإكثار من الدعاء (الله أكبر وسبحان الله)،ووجدت أن الأمر يزداد سوءاً، فنبهت زميلتها لتشاركها ما يحدث، وأخبرتها أنهم أعلنوا عن هبوط للطائرة.

فسألتها زميلتها ببرود: هل تعرفين كيفية استخدام (سترة النجاة الموجودة أسفل المقعد؟)، أجابتها بالنفي وردت عليها ساخرة (لم يحدث واستعملته من قبل)، فردت زميلتها (تلك مشكلة حقيقية، فمن المفروض أن ننتبه للتعليمات فيما بعد)، وشعرت بالضيق من الإستخفاف الذي بدت عليه تلك الزميلة فردت عليها بعصبية:هذا إذا نجونا من تلك المرة.

وسط هذا الجو المرعب أخرجت أمسكت زميلتها بحقيبة يدها وأخرجت منها المرأة وقلم أحمر الشفاة وبدأت تضغط به على شفتيها،نظرت اليها وبلهجة عصبية سألتها عما تفعل وهل هذا وقتا مناسبا؟،فضحكت زميلتها بصوت مسموع وردت عليها ببرود قائلة( يعني أموت وأنا شكلي وحش؟)ثم تابعت وضع باقي المساحيق.


وظلت الطائرة تتأرجح يمنة ويسرة،تهبط وتعود إلى الإرتفاع ثانية، وبعد حوالي نصف ساعة من القلق والإضطراب أعلن المضيف عن ضرورة الإبقاء على ربط الأحزمة وبقاء المقاعد في وضع قائم لأن الطائرة تقترب من المطار، فارتفعت أصوات الركاب بالشكر لله سبحانه وتعالى.وبدأت الطائرة في الهبوط التدريجي إلى أرض المطار،ونظرت إلى المدينة من أعلى وشاهدت المباني والشوارع وقد اقتربت منها، وكلما هم الطيار في الهبوط صعد ثانية.

وهكذا لمدة تجاوزت الوقت الذي كان من المفترض أن تهبط فيه الطائرة، وكلما فرح الركاب باقتراب الطائرة من أرض المطار ضاع سرورهم ثانية لعدم حدوث ما يتمنونه، وارتفعت دقات قلبها وألجمها الخوف وأخذت تردد الشهادتين، وتكثر من الإستغفار.وتطلب من الله عز وجل أن تمر تلك الرحلة على خير. وأخيرا هبطت الطائرة، وامتلأت الوجوه بالسعادة، ونظرت من النافذة ولاحظت إنتشار أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف في أرض المطار يصاحبها حركة غير إعتيادية من موظفي أمن المطار ورجال الشرطه، عندها عرفت أن الطائرة كانت تعاني من عطل، وقد أنقذتها العناية الإلهية.


إيمان قنديل

منشور في جريدة مصر 11


الاثنين، يوليو 09، 2012

نذالة زوج وعشيق مخلوع






كلهم أندال== جملة لاتفارق شفاة إحدى صديقاتي، وتقصد بها الرجال،ولإنني ورغم ماعانيته أيضا من الرجل طوال سنوات عمري كحبيب أو أخ أو زوج إلا أنني لم أفقد ثقتي يوما في أن هناك رجال يمكنني الوثوق بهم،ولكن ومن خلال تجاربي وجدت نفسي ربما أكون المرأة الوحيدة التي لاتنعت الرجال بالنذاله،ودائما أمني نفسي إنني يوما سأعثر على هذا الرجل الذي شذ عن القاعدة ولم يشهد تاريخه أية نذالة قام بها تجاة أمرأة مرت يوما في حياته.




و أعتقدت أيضا أن صفة النذالة التي أطلقتها المرأة العربية على الرجل العربي أنها نوعا من التجاوز بسبب حب العربية لمكانة هذا الرجل في حياتها وبإعتباره قيما عليها، إلا أنه خذلها ومع تكرار المواقف أبت الا تتركه ينجو بأفعاله فقامت بوصمه بلقب (الندل).





ومنذ عدة أيام أثناء متابعتي لفيلم أجنبي ، شاهدت البطلة تهديء من روع صديقتها والتي هجرها صديقها قائلة:- هؤلاء هم الرجال جميعهم أنذال،والحقيقة إنني شعرت بالفرح لأن النذالة لاتخص فقط رجلنا العربي حفيد عنترة بن شداد أشهر فرسان العرب وأشعرهم ، بل أيضا اطلقت على رجال الفرنجه من نساءهم.




ونأتي الى أندال هذا الزمان، عفوا أقصد رجال هذا الزمان،فمنذ عدة سنوات عرفت قصة رواها لي أحد زملائي عن قصة حب عاشها على مدي سبع سنوات لإمرأة عشقها من كل قلبه إلا أنه في نهاية القصة قام بتدميرها كلية.




قال لي :-إنه يريد أن يأخذ رأي في حدث مر به وعصف بحياته ، وبدأ يقص على الحكاية، تعرف بإمرأة شابه وعاشا معا أجمل قصة عشق إلا أنه كان حبا محرما، فالمرأة زوجة وأم ، ورغم ذلك لم يستطعا التوقف أمام أهم مشكلة واجهت هذا الحب،وكانت المرأة زوجة لرجل يشغل منصبا مهما إلا أنه أعير خارج مصر،وتركها مع طفليها رغم إنها كانت تلح عليه ليأخذها وأولادها لتعيش معه، ولأن هذا الرجل لم ينظر ابدا لزوجته الشابة بأنها أنثى تحتاج لوجوده معها طوال الوقت ،بل نظر الى كم المال الذي يستطيع إدخاره عندما يعيش وحده في الغربه ويكتفي بإرسال بعضه لها،فرفض أن يأخذها معه وتركها تصارع أيام الصقيع الجسدي بمفردها.






ولإنها إنسان غير معصوم من الخطأ، تجاوبت مع هذا الرجل(زميلي) الذي غلف مشاعرها بحبه وأهتمامه وعطفه،وتجاوبت معه جسديا لتبدا الرواية التي طالت مدة عرضها سبع سنوات متكامله.ورغم أن كلماته عنها والتي تقطر عشقا وولها ولوعة عليها،إلا أنه برر مافعله بها بأنها هي التي خانت حبه وكان عليه أن يلقنها درسا لاتنساه.





قال لي لقد تغيرت احوالها بعد سفري (للخليج)فتيقنت أنها تعرفت على رجل آخر فلم أعد مهما في حياتها،فسألته وكيف عرفت أنها تغيرت؟،وعليكم أن تنتبهوا جيدا لتلك الجملة القادمة( عندما سافرت قامت بخلع الحجاب؟)فتعجبت من الجملة وسألته مندهشة، أي حجاب وهي تعاشرك جسديا وتخون زوجها؟،فماذا يعني هذا الحجاب لك ولها؟،فلم يرد وأسترسل في الكلام، وكلما أتصلت بها على الموبيل وجدته مغلقا، وهذا مالم يكن يحدث أبدا في علاقتنا من قبل.






فلم أشأ أن أعلق، ولكنني أردت أن أعرف نهاية القصة،فأضاف:- ومن شدة إشتياقي لها كنت أحضر إلى مصر في أجازات بسيطه لاتتجاوز الأربعة أيام، إلا أنها كانت تتهرب مني، وحذرتها بأنها إذا لم تعد كما كانت سأدمرها وسأمحوها من على وجه الأرض،إلا أنها ضربت بكلامي عرض الحائط، فأتصلت بزوجها الذي يعيش في الخارج، وأخبرته عن العلاقة التي تربطنا سويا،وعندما كذبني،أرسلت له صورنا معا، بل ووصفت له تفاصيل غرفة نومه،وتفاصيل دقيقة من المؤكد أنه يعرفها عن زوجته.




وعاد زوجها إلى القاهرة في إجازة قصيرة، وبدأ في مواجهة زوجته،التي أعترفت بكل شيء،فأمسك بعدة أوراق وجعلها توقع على تنازلات عن كل ماتملكه وكان الزوج كتبه بأسمها من قبل.




وأنقطعت صلة (الحبيب المخلوع )بمحبوبته رغم أنه مازال ينبش عن آخبارها ويتابعها بكل دقة،والغريب في الموضوع أن الزوج الذي أعترفت له زوجته بخيانتها وأن معظم اللقاءات تمت على فراشه، لم يطلق زوجته، بل تمسك بها،ولكنه برر ما فعله بأنه تركها من أجل تربية أولادهما.




والحقيقة إنني لم أخبيء رأيي في هذا الزميل بل قلت له(بصراحة أنت ندل)فقد وثقت بك المرأة وخانت زوجها بأسم الحب،إلا أنك بعتها وبمنتهي السهوله ودمرت حياتها ، وقلت له كان عليك إحترام رغبتها في الإبتعاد،لماذا فكرت فقط في أنها تعرفت برجل آخر،لماذا لم تفكر أنها ربما شعرت بالندم وقررت أن تتوب عن ذنبها؟ ، لماذا لم تفكر بأنها كأم شعرت بانها يجب أن تحترم مشاعر أولادها الذين كبروا، وأنها ترغب في التضحية بتلك العلاقة التي كانت تسعدها من أجل إسعاد فلذات كبدها وظهورها أمامهم بمظهر مشرف؟






تؤكد أنك تعشقها لماذا لم تطالبها بالطلاق من زوجها لتصلحا مسار تلك العلاقة بزواجكما شرعيا؟،فأخبرني أنها كانت دائما تلح في ذلك إلا أنه كان يرفض طلبها، لأن والدته والتي كانت تعلم بتلك العلاقة،جعلته يقسم أمامها بأنه لن يتزوجها أبدأ، فتعجبت حقيقة من عاشق يصر على الخطأ، ويصر على حبس العشيقة رهينة دون أن يتنازل عن شيئا واحدا يمسه، وعلى العشيقة أن تظل تخطيء وتتحمل وحدها نتيجة خطأها دون أن تجرؤ بإفتعال بعض محاولات الهروب او تصحيح مسار تلك العلاقة.





وهنا أنوه الى الزوج الذي كان أيضا في قمة الندالة عندما ترك زوجته الشابة وهو كرجل علم يعرف اكثر من غيره مدي أحتياجها كأنثي لرجلها،وأغفل بل وتجاهل جميع نداءاتها وأستغاثاتها له بأن يأخذها لتعيش معه في البلد الذي ذهب ليعمل فيه،وعندما علم بخيانة زوجته بالأدلة والبراهين، إهتم بإستعادته أملاكه ولم تشعل رأسه نخوة الرجولة وقام بتطليقها،بل تركها تعيش في بيته وعلى ذمته بحجة تربية الأولاد.






قبل أن تصبوا غضبكم على المرأة التي خانت وهذا ماتعودناه دائما من مجتمع ذكوري ظالم، ركزوا قليلا في نذالة الرجلين اللذين وقعت بينهما.




إيمان قنديل


منشورة في جريدة الأحرار اليوم 9/7/2012


الثلاثاء، يوليو 03، 2012

تويتة حب إخراج الفيسبوك








بالأمس قررت أن يشاركني الأصدقاء على الفيسبوك كتابة قصة من تأليفنا جميعا بحيث أكتب أنا الجملة الأولي ثم يكمل كل واحد منهم باقي تسلسل القصة.
فكتبت )بينما كان يتصفح تويتررأي صورة فتاة جميلة فقرر أن يتبعها)،
وجاءت التكميلات على النحو التالي وذلك بعد تعديلات وإضافات بسيطة مني :-
· محمد ندا :تذكر أن تويتر لايمتلك خاصية لايك فقرر الضغط على زر المتابعة،ولكن أنقطع التيار قبل أن يضغط على الزر .

· خالد سليم: وعاد التيار وتابعها ثانية،وهمس لنفسه سبحان الله خلق فأبدع،ولكن لو طلعت من بتوع 6 ابريل أو أسفين ياريس يبقى ياخسارة الحلو مايكملش.


· الشاعر هشام الحبشي:ولاحظ أن معظم كتاباتها المختصرة تبحث خلالها عن حلم ضائع مما ضاعف فضولة.

· غادة شاهين: وبدأ يشعر أنه يعرفها وتخيل أحاديث بينهما،وأصبح تويتر هو المكان الذي يهفواليه للقاء محبوبته،نعم لقد أصبحت بسرعة البرق محبوبته.ومع كل دقيقة ينظر فيها إلى صورتها يتذكر عشقه الأول غرام.

· مهاب ريان:ولأول مرة يشعر أن لحياته معنى،توقف كثيرا أمام الصورة وبداخله إصرار أن يعرف من هي تلك الفتاة ؟حتى لو أستغرق ذلك وقته بأكمله.

· أحمد زلابية: فربما تكون تلك الفتاة هي من ستعوضة عمره الذي ضاع منه هدرا مع زوجته.


· ناصر عاشور:تذكر عذابات سنينه،وراح يستأنس بظلام الغرفة وأعتدل في جلسته وأشعل سيجارة.

· إيمان محمود:تقرب منها أكثر، وتتبعها في كل تويتة تنشرها كي يتعرف عليها،فوجدها تشبهه في أشياء كثيرة،فتعلق بها وبكل حرف تنشرة وقرر أن يتجرأ ويأخذ خطوة للأمام ويتحدث اليها.

· كاتب ساخر:وماكان لهذا التماثل إلا شيء سطحي لايعبر بالقطع عن فحوى الشخصية،وإن صدقت في كل تعابيرها فهي كاذبة في كل تحركاتها وسلوكها.


· داليا قوس قزح:ولكنه كان يبحث عن الخيال الذي يبعده عن الواقع الذي أصبح لايطيقه،حتى لو كان خيالا كاذبا أو وهما وسرابا.

· أبو محمود الصعيدي:ومن شدة إعجابة بالصورة ضغط عليها بالماوس لتكبيرها،ففوجيءبقلم على رقبته من زوجته،والحقيقة إنه لم يضغط على الصورة بل ضغط بيده على فم زوجته النائمة بجوارة.
· محمد شاكر: بحسرة وآسى نظر الى زوجته بعد أن أيقظها، وقد تعكر وجهها الخالي من المساحيق،وقد لفت شعرها بهذا الرولو اللعين،وبإبتسامة بلهاء أعتذر لها عما بدر منه وتحجج بأنه كان يحاول أن يبعد عنها ناموسة كادت أن تقرصها.

· أحمد المليجي:وهنا فاق من هيامه وتذكر الأيام الجميلة وسنوات العشرة الطويلة.


· مايسة موسى: أيقظ زوجته من نومها وأيقظته هي الأخرى من حلمه،وبعد ثواني معدودة عاد ليستسلم لأيام المراهقة وفكر في كيفية التحايل على الفتاة لجذب إنتباهها اليه،فظل يسجل لها إعجابة من خلال تويتات بسيطة.

· ريهام الصغير:وأحب الحياة ثانية وترك الواقع وقرر الأبحار في عالمها الإفتراضي الذي صنعته وعمل جاهدا على أن يدخلها عالمه الخاص لينفرد بها ويصبح مميزا في عالمها.


· وائل قنديل:وتسائل في نفسه هل مازال في قلبه مكانا للحب؟أم أنها المراهقة المتأخرة التي تحركت مع ظهور تلك الشعيرات البيضاء في جنبات رأسه؟،وأيقظتها تلك العيون الشقية التي ذكرته بثورة دماء الشباب،نظر حوله في ملل وتسائل ماتلك الحياة الرتيبة التي يعيشها مدفونا بين مجلدات القانون ودوسيهات القضايا وحكايات لا يعرف فيها الصدق من الكذب؟
· سهام عبد الغفار: وظل على تلك الحالة أيام وليالي،يتتبع تويتاتها حتى قرر أن يرسل لها معربا عن إعجابه،وقضي طوال الليل بين زوايا غرفته ينتظر كل لحظة ردها عليه.

· أبو فراس:وأصيب بضيق وألم ووجد نفسه معزولا عن أسرته واصدقائة،وتيقن أن هذا حبا إفتراضيا في عالم إفتراضي لا طائل من ورائة.


· منى أحمد:وبعد أن أصابه اليأس قرر أن يفوق من الحلم،وكاد قلبه أن يتوقف عندما وجدها ترد عليه موافقة على طلبه بمقابلتها،وفي اليوم المحدد ذهب إلي المكان المحدد.أصيب بصاعقة كادت تشل كيانه، عندما اكتشف أن الفتاة التي ظل يهيم شوقا بها طوال الفترة السابقة لم تكن تضع صورتها الحقيقية تماما كما فعل هو الآخر .

· سمير أحمد:و شعر بالهلع عندما إكتشف أنها زوجة خاله سعيد الذي توفى مؤخرا.

-----------------
المرأة والحب
· سقراط ..المرأة العظيمة هي التي تُعلمنا كيف نُحب عندما نريد أن نكره ، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي، وكيف نبتسم عندما نتألم.

· وليم شيكسبير ..إن المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم.. أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما نجد إن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب.. ولكن المرأة العطوف.. المرأة الحنون.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية.


· جورج برنارد شو..عندما تكره المرأة رجلاً لدرجة الموت..فاعلموا أنها كانت تحبه لدرجة الموت.

· مارك توين.. لا تيقظوا المرأة التي تحب..دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود الى الواقع المر.





منشورة في جريدة الأحرار عدد الأثنين /2012/ 2/7




إيمان قنديل




الاثنين، يوليو 02، 2012

سيمفونية حب





أوصدت الشمس نوافذها، فهرولت الغيوم لتتعانق وتهدي وصالها، وخرالمطر ساجدا على الأرض التي استقبلته بقصيدة حب ، تناغمت أبياتها في نسيج ممزوج بدهاليز الطبيعة الحائرة بين سكون وجنون وصخب




خلف زجاج نافذة غرفتها وبنظرات حائرة وقفت تتأمل تلك الأكوام البشرية التي تجري لتبحث عن مكان يحميها، والسيارات المتدافعة التي تتحسس طريقها في حذر، فجأة زمجرت السماء وأضاء البرق الخاطف عتمة المكان، فانتفضت كعصفور بلله المطر، وسرت في جسدها رعشة أجبرتها على أن تلتف بشالها الصوفي السميك، وبفرحة طفولية فتحت زجاج النافذة فقبلتها نسمات الهواء الباردة، وأغرتها على أن تمد يدها بالسلام لزخات المطر، تزاحمت الأفكار لتدق رأسها بالهاجس الذي انقض عليها منذ الأمس وأوقعها في دوامة من الحيرة والتفكير.



لم تعتقد يوماً أنها ستقع أسيرة لحب ذلك الشاب الذي رأته بالأمس فقط كزميل جديد في القسم الذي تعمل به، وهي الفتاة الناضجة العاقلة التي كانت تعتبر الوقوع في الحب أمراً من التفاهات، بل إنها لا تؤمن بتلك المقولة التي يرددونها دائما «الحب من أول نظرة»، وكثيرا كانت تعارض زميلاتها في العمل عندما يتناقشن في هذا الموضوع، مؤمنة بأن للحب مفاوضات ومباحثات يجب أن تتنامى بين الطرفين حتى يستطيعا أن يصلا إلى معاهدة أبدية.



هزت رأسها بعنف كمن أرادت أن تلقي بشيء عشعش بطريق الخطأ فيها قائلة: بالطبع هذا انطباع خادع، فالشكل والمظهر والصورة الجميلة جميعا لا تشكل مقياسا حقيقيا يدلل على شخصية الإنسان، وغالبا ما يكون الإعجاب القائم على الشكل فقط دون معرفة حقيقية للجوهر مصيره التلاشي والذبول.


همست لنفسها متسائلة هل يمكن أن يكون لقاؤها المفاجئ به بداية لإنبات بذرة الهوى في داخلها؟ وهل تكفي نظراته الحالمة التي رمقها بها، لأن تصبح سببا كافيا لانشغالها به على مدى يومين متتاليين؟



شبّكت أصابع يديها وهي تحركهما يمنة ويسرة حتى صدرت منهما أصوات كالطرقعة، انتبهت لما تفعل بيديها، ففلتت منها ضحكة ساخرة عما بدر منها، أطالت النظر إلى السماء مستمتعة بهطول المطر، وبنشوة لم تحسها من قبل اجتاحتها شحنة من الانفعالات والأحاسيس، أعقبتها موجة من القلق والغموض، وتضاربت الأسئلة في رأسها: هل تعلق بي هو الآخر؟



هل يجتاحه هذا الجنون الذي أشعر به الآن ؟هل أجهده التفكير طوال اليومين الفائتين ؟، أسئلة لا تجد لها إجابة واضحة، إلا أنها تمنت أن تكون الإجابات (نعم).


عادت ثانية لتجلس على المقعد نفسه تأخذها عاصفة الأفكار وتعود بها من دون حل لتلك المشكلة التي أوقعت نفسها بها دون قصد، جلست تهز ساقها اليمنى بعنف وكأنها تعاني اضطرابا عصبيا.



اتجهت إلى المطبخ لتصنع لنفسها كوبا من الشاي، سألت والديها اللذين جلسا أمام التلفاز، رحب الوالدان بالشاي الساخن في هذا اليوم البارد، وفي المطبخ وقفت تعد بنفسها الشاي ورفضت مساعدة الشغالة،وسألتها مداعبة هل تؤمنين بالحب من أول نظرة ياوردة؟


فهزت الخادمة رأسها بإبتسامة خجول قائلة (نعم)، فحملت هي الصينية بأكواب الشاي وذهبت مرة ثانية لتجلس مع والديها.



فجأة رن جرس هاتفها النقال، تركته بإهمال متعمد، فمن عساه أن يحادثها الآن فلا مزاج لها لثرثرة الزميلات وأحاديثهن عن السوق والتنزيلات، هدأ الهاتف، ثم عاود رنينه مرة ثانية، ودون أن ترى رقم المتصل ردت بزهق، تبدلت ملامح وجهها وهي تضع الهاتف على أذنها تستمع فقط، سألتها والدتها عما إذا كان هناك أمر مؤسف، نظرت لوالدتها بذهول، تلعثمت في الرد عندما طلب منها المتحدث الإجابة على سؤاله؟ تركهما الوالد فعاودت الأم السؤال عما يجري، فقالت إن زميلها الذي التحق بالقسم أمس، يأمل لقاء والدها لطلب يدها.


إيمان قنديل


منشورة في جريدة مصر 11

الثلاثاء، يونيو 26، 2012

مغربية واحدة تكفي






تعرفت عليه أثناء دراستها الجامعية، لفت نظرها بشدة اهتمامه بدراسته، وجديته في التعامل، وسلوكه المهذب، وقدرته الفائقة على التأثير فيمن حوله، ورغم ملاحظتها لنظرات إعجابه بها إلا أنه أبداً لم يبح لها يوما بما يدور في داخله، ومرت السنوات وهي تنتظر أن يصارحها بحبه، إلا أنه لم يفعل، وكثيرا حاولت لفت انتباهه إلا انه لم يتجاوب سريعا، بحثت ونقبت فيمن حولها من الزميلات لربما يكون مرتبطا عاطفيا بواحدة منهن إلا أنها فشلت في التيقن من الأمر.






ورغم تقرب الكثيرين منها إلا أنها أغلقت قلبها، فلم تكن تريد أبدا سواه حبيبا لها، تقدم لها أكثر من عريس، ورغم موافقة الأهل إلا أنها كانت تعترض بحجة أنها لا ترغب في الانشغال بأمور آخرى سوى دراستها. وبعد نيلها شهادة البكالوريوس اتجهت مباشرة للعمل، وتناست قصه حبها التي أجهدت مشاعرها لأنها كانت من طرف واحد، وعكفت على تحقيق ذاتها في العمل الذي حاولت أن تتميز فيه، ورغم انهماكها المستمر في العمل إلا أن خياله كان يراودها من حين لآخر.



وبعد يوم عمل شاق وطويل، تلقت اتصالا هاتفيا اهتزت له مشاعرها وعاد قلبها يدق من جديد، فقد كان الصوت لزميلها الذي عشقته، أخبرها عن رغبته في لقائها، فوافقت على الفور دون تردد.




وقبل الميعاد المحدد ذهبت إليه وجلست في انتظاره والأمل يراودها من جديد في أن يفصح لها عن حبه ويعبر لها عن مشاعره التي أخفاها سابقا، أتي ومد يده لها للسلام تفحصت أصابع يده رغبة منها في معرفة آخر تطورات حياته العاطفية، فاطمأنت عندما لم تجد خاتماً يدل على الخطوبة أو الزواج، سألها عن أحوالها، وعن عملها، وأخبرها هو الآخر عن تطورات حياته والعمل الذي يشغله حاليا ، وكانت تستمع إليه باهتمام بالغ، وكلما تحدثت فضحتها نبرات صوتها وضربات قلبها المتسارعة.




تذكرا أيام الجامعة الحلوة وتحسرا على تلك السنوات التي مرت بسرعة البرق، ولم يكن لديهما أية مسؤولية سوى أنهما يجتهدان فقط من أجل النجاح، نظرت الى ساعتها وأخبرته أنها تأخرت وعليها الرحيل، وقبل أن تمضي سألها هل تقبله زوجا لها؟




كادت أن تفقد وعيها، ولم تصدق ما سمعته بأذنيها، وسألته ثانية أن يعيد على مسامعها ما قاله، وعندما تأكدت من أنها لم تكن تتخيل وافقت على طلبه فورا وحددت له موعدا مناسبا للالتقاء بوالدها.. تزوجته.. وبعد عامين من الزواج أتته فرصة للعمل في دولة الإمارات، ورفض أن يتركها في بلده مؤكدا لها أن لا يستطيع العيش بمفرده، وسيشعر بحنين جارف لها ربما يتسبب في شرود ذهنه وإهماله لعمله بل وتركه نهائيا والعودة ثانية الى الوطن. وأكد لها أنهما اختارا بعضهما بإرادة حرة لكليهما، وأن مستقبلهما مرتبط بتواجدهما سويا في مكان واحد، يعيشان فيه يتبادلان الحب والعطاء وإنجاب الأبناء.




وعاشا على أرض الإمارات يعملان سويا من أجل مستقبل أجمل لهما ولثلاثة أولاد أنجبتهم له واعتبرتهم أجمل ما في الحياة، ولم تستسلم للبقاء في البيت بل سعت بكل الطرق لتجد عملا مؤمنة بالمثل القائل «يد واحدة لا تصفق» وشاركت زوجها كافة النفقات حتى لا تثقله وحده بالأعباء العائلية. ومرت عشر سنوات كاملة يسعيان من أجل تحقيق أهدافهما والعودة ثانية إلى أرض الوطن، إلا أنه «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد اكتشفت ان الزوج حبيب القلب قد تزوج من امرأة أخرى من بلاد المغرب العربي، وأعد العدة للعودة بها الى الوطن تاركا زوجته وأولاده معلنا التخلي عن جميع أدواره في الأسرة.




أصيبت بالذهول ليس من تصرف الزوج فقط لأنها لم تشعر يوما بأنه تغير في مشاعره تجاهها، ولم يسبق ما فعله أية إنذارات لها بالهجر، تساءلت حاولت أن تسأل نفسها قبل أن تسأله إلا أنها عجزت تماما عن تحليل ما حدث، استسلمت لواقعها الجديد وقبل ان تطلب ورقة طلاقها، وجدته يسلمها لها بيده معتذرا بأن زوجته الجديدة لا ترغب في أن تشاركها فيه امرأة أخرى.



إيمان قنديل



منشوره في جريدة مصر 11

الاثنين، يونيو 25، 2012

السحر الحلال والعشق




لم تعد تهتم كثيرا بأن يختفي زوجها رجلها الذي أحبته ويعاقبها لأسباب لا تعرفها ،ويتبع نفس أسلوبه القديم المتجدد بعدم الرد علي مكالماتها ، لقد إعتادت علي هذا الموال منذ عدة سنوات مضت كانت فيها ساذجة تحاول إرضاءه بشتى السبل ، وكم أشقاها بطريقته التي أوجعتها وجعلتها تحتقر ذاتها .


الآن فقط تعترف بهزيمتها فلم تعد تلك المرأة المقاتلة الشرسة التي تفجر كافة الحواجز وتسعي إلى انتزاعه وإعادته الى الحضن الذي طالما شعرت به طفل يخبيء رأسه في صدر أمه لينهل من حنانها ..


فلم تعد تلك المرأة التي عشقت حتى النخاع ورفضت بعناد أن تترك رجلها لأنثي غيرها فلم يعد يسعدها أن تتجاذب مع تلك المرأة رجل قادته قدماه دون أدني مقاومة إلى الطريق الذي رسمة له الدجالين والسحرة.


تذكرت قصة حبهما وكيف أنه أنتزعها بعد مقاومة عنيفه منها، ورغم أنهما خرجا عن العرف والمألوف إلا أنها القت بكل العادات والتقاليد خلف ظهرها، لقد عشقته حقا ولم يهمها ماذا سيقول الناس عنها، أو كيف سينظر اليها الآخرون ،فقد اعماها الحب ولم يعد احد يطل من حدقتها سواه ولم يعد يرضيها في الكون إلا أن تشعر بلحظات حب حقيقية داخل حضنه .


تزوجا إلا أنها لم تعش سعيدة كما تمنت، فقد كانت زوجة لبضع الوقت ، بل ربما لساعات معدودة طوال الأسبوع، بل تأتيها أشهر كاملة لاتراه، إلا أنها عشقته بصدق.



صمدت كثيرا أمام نزواته وغزواته وتقلباته المزاجية ، ولم تستطع الأبتعاد عنه فهي حقا تعشقه ،عاشت في حبه الفصول الأربعة ، فشخصيته في الصباح تختلف عن المساء ومزاجيته عصرا تختلف عنها ظهرا ورغم أنه أرهقها إلا أنها لم تستطع البعاد عنه فهي حقا تعشقه .


وبعد سنوات من الجروح والآلام والهزيمة ،لم تعد تحتمل وبدأت تتذمر تدريجيا،إلا انها تحولت الى النقيض كمارد خرج من قمقمه ،فنزيف قلبها اليومي والشلل الذي أصاب كرامتها جعلها لم تعد حقا تعشقه، حاولت الفرار بما بقي لها من عقل إلا أنها أيضا لم تستطع الخروج من دوامته .


فزوجته الأولى متيمة بالذهاب الي الدجالين والمشعوذين الذين يدعون علاج الأسحار وعمل الأحجبة ، وبإعترافها تغسل جسدها في الصباح بكلام مكتوب بالزعفران علي طبق من الصاج بات طوال الليل حتى طلوع الفجر في شرفة المنزل لتتكاثر علية قطرات الندي ليتحقق المراد ، وتستحم في الليل بحجر من الطين قرأ علية المشعوذين ثم تذيبه في الماء وتفرك به جسدها ، ومعاذ الله أن تكون تلك المرأة كافرة فهي متدينة لا تذهب إلى السحرة الكفرة ولكنها تذهب فقط إلى هؤلاء المعالجين بالقرآن الكريم ، فهي عندما تختار الإيذاء تختاره أيضا بالحلال كما تدعي .


لقد سئمت من تلك الوريقات التي كتبت عليها آيات القران بشكل معكوس ، وفزعت من ريش الحمام الأبيض الملفوف في لوف النخيل البني والمنثور أمام شقتها وحتى باب المصعد، أهلكتها تلك القصاصات الملفوفة بأحكام والمكتوب عليها بحروف غير معروفة قي خزائن مطبخها والتي عندما اكتشفتها هربت شغالتها.



في المرآة.. وقفت تتأمل قسمات وجهها الحزين، وبحركات لا إرادية اطلقت يدها لتتحاور مع فمها وهي تصرخ بأعلى صوتها :::الآن أرفع لكي يدي مستسلمة ، خذي رجلك الذي ظننتي آن ما منعه عنك منحني أياه ، وأبعدي أسحارك عني فلم أعد أحتمل صداع الشق الأيسر من رأسي ، ولم أعد أحتمل الألم الذي يعتصر الجزء الأيمن من جسدي ، ولم أعد أحتمل تلك التشنجات التي تهاجم أطرافي وتشعرني بالخجل أمام زميلاتي ، ولم أعد أحتمل رؤية ملابسي وفراشي مبللة بالعرق الذي يتصبب من جسدي كطفل رضيع نسيت أمة أن تحفضه بالبامبرز ، ولم أعد أحتمل تلك الرعشة التي تنهك جسدي دون سبب معروف ،ولم أعد أحتمل خوفي وظنوني في هذا الورم الصغير أسفل ثدي ولم أعد أحتمل شكوكي في قطرات الدماء التي تتساقط عنوة من رحمي ، ولم أعد أحتمل كل تلك الفحوصات التي امتلأ بها ملفي الطبي دون أن يهتدي الأطباء الى الأسباب الحقيقية لما أعانيه ، فسحرك الحلال أخيرا تمكن مني ، وجعلني كإمرأة فقدت جميع أولادها في حادث طائرة ، وبائسة كامرأة مريضة تنتظر قرارا بالقتل الرحيم ، وسحرك أفقدني صوابي وجعلني حمقاء عصبية، ثائرة مندفعة كحمم تقاذفت بغباء من أعلي فوه بركان، وسحرك جعلني أهرع إلى الرجل الذي أحببت ليضمني إلى صدرة وليسامحني علي هفواتي وتفاهاتي وحماقاتي لأنة الأكبر والأعقل والأفهم والأقوي، لأنة الرجل الذي تمنيت أن يأخذ بيدي ويهدا من روعي ويدعمني لأكون أقوي أمرأة بحبة ولكن سحرك جعله تائها في فضاءات لاتعترف بوجودنا على الأرض .


ياصاحبة السحر الحلال أطمئنك بأن الزمن الماضي والحالي والأتي هو زمنك ، ، وعليك أن توقفي أسحارك عني ، فالشيء الوحيد الذي كان لة لدي لم يعدعندي، وطوال العامين الماضيين نجح سحرك فلم يكن حبيبي كما عرفت ولم يضاجعني كما تعودت ، فلم يعد ملهوفا ومشتاقا ولم أعد أصرخ له نشوة و اشتهاء ، بل تحاشي اللقاء وساق إلى الحجج والمبررات ، فالانشغال دائم صباح ومساء ، والواجبات الاجتماعية مراسم لايمكن تأجيلها حتى لو كنت قادمة من سفر بعيد.


لقد نجحت بأسحارك والتي بررتي لنفسك كذبا أنها حلال في تحويلة من عشيق يشتهيني بكل رجولتة الي زوج بائس مل رؤيتي ، واليك أرفع رايات الإستسلام ،أتوسل اليك أن توقفي حروبك السحرية عني وعنه ، خذي زوجك وخذي قلبي معه فلم يكن أبد رهينة عندي ، فما يهمني الآن إسكات الأوجاع بجسدي وكرامتي.



وقبل أن تخلد الى النوم أمسكت بعلبة الدواء لتأخذ قرصا مهدئا ،أبتلعت قليلا من الماء حاولت أن تغفو ولكنها لم تستطع ، مدت يدها ثانية أمسكت بالعلبة أفرغتها جميعا في جوفها واسكتت أوجاعها الى الأبد .


إيمان قنديل


منشورة في جريدة الأحرار