الأربعاء، يوليو 16، 2014

أوقفوا إعلان معهد الأورام

كثيرا أسأل نفسي هل يرى مدير معهد الأورام الإعلانات العبقرية التي تدعونا للتبرع لإناس يقولون لنا أن الموت ينتظرهم في كل لحظة،أم إنه مشغول  ببزنسس خاص  به بعيدا عن عملة الأساسي ودوره كطبيب مسؤول ومديرا لمعهد الأورام؟؟
وأتعجب حقيقة من برامج التوك شوا والتي لم تتناول أحدها هذا الإعلان بالنقد والمطالبة بوقفه لإنه ضد الإنسانية، ويساهم بشكل كبير في إنهيار مناعه مريض السرطان والقضاء عليه ،ورغم تعجبي هذا فأنا أعلم جيدا أن تلك الإعلانات تدر الملايين على تلك القنوات الفضائية التي يعمل بها جهابذة الصحافة والإعلام،الذين يتشدقون بإنهم يستعرضون الحقيقة ويتربصون بالفساد ويهمهم أولا وآخيرا المواطن المصري المطحون.
فطالما أن مرتبه في تزايد والسبوبه ماشية،فلا يهم  فليذهب مريض السرطان هو وأهله إلى الجحيم ،بل إذا لزم الأمر يساهم هو الآخر في القضاء عليه وقتلة لإنه لن بجروء في إنتقاد إعلان يزود محطته بالمال الذي يقبض منه في آخر الشهر 
وللأسف لم أقرأ مقالا أو تحقيقا  واحدا في جريدة يتناول هذا الإعلان، وكأن الإعلام كله يعمل سويا لمحاربة مريض السرطان وليس القضاء على المرض نفسه.


#‏اوقفو_اعلان_معهد_الاورام
هي صفحة على الفيسبوك تطالب بوقف إعلانات التبرع لمعهد الأورام  المحبطة ، والتي لا أعرف حقيقة  من هو العبقري الذي أفتى بأفكار تلك الإعلانات ومحتواها، وكيف وافق عليها مدير المعهد وأطبائه، اليست النفسية وإرتفاع المناعة من أهم العوامل التي تساعد في شفاء مريض السرطان؟ 
للأسف إعلانات المعهد جميعا بإستثناء الإعلان الذي تقدمه الفنانه يسرا، إعلانات محبطه تذكر المريض دائما بأن الموت في إنتظارة ،وأنهم بالرغم من ذلك يقومون بالشحاته عليه.
أهم ماجاء في تلك الصفحة  وأنقله اليكم هذا الموضوع ، شخص ما كتب مؤكدا أن والدته المصابة بالمرض اللعين كانت تشاهد إعلان عم محمد في رمضان الماضي وتحديدا وقت الإفطار،عم محمد وهو ممثل كومبارس وليس مريضا حقيقيا يحاول جاهدا إدخار كل جنية يكسبة جتى يترك بعض المال لأولاده بعد موته.
فكانت الأم تمتنع عن الطعام وتترك عائلتها وتنسحب بعد أن تحسبن وتدعي على الغبي الذي أتحفنا بهذا الإعلان القاتل ،و رغم علامات الحزن والضيق والدموع التي تملأ وجهها إلا أنها كانت تحاول ألا تكون مصدرا للضيق وألألم للأسرة،وأعتقد أن هذا حال جميع مرضى السرطان الذين يشاهدون هذا الإعلان الذي يحاصرهم في جميع القنوات الفضائية.
ويطالب كتاب تلك الصفحة بوقف إعلانات معهد الأورام المحبطة ومحاسبة صناعها ومن وافق على بثها،لإنها إعلانات ضد الإنسانية.

وفي هذا العام جادت قريحة الإبداع عند أصحاب إعلانات معهد الأورام والتي أعتقد أن مدير المعهد لا يشاهدها لإنه ربما مشغول بجلسات الكيماوي في عيادته الخاصة لإنه لو كان شاهدها لعرف أنه أجرم في حق مرضى المعهد المسؤول عنه ،وأنه يساهم بشكل أو بآخر بالقضاء عليهم وعلى معنوياتهم وقتلهم متعمدا 
إعلان هذا العام  الذي يفتك بمريض السرطان يقول السرطان يعني الموت ، فلماذا نتبرع إذن لإناس الموت هو قدرهم المحتوم؟ الا يعرف مدير المعهد أن هناك إعلانات أخرى مبشرة بالخير وتعطي أمل في الشفاء بإستعراض نتائج حقيقية للنجاة من هذا المرض اللعين فتعطي المريض أمل وتمنح عائلته قدرا من الطمأنينة 
فإذا كان لم يشاهد تلك الإعلانات قبل بثها فتلك مصيبة كبرى، وإذا شاهدها ووافق عليها فتلك هي الطامة الكبري،فهو حقا لايعرف شيئا عن الطب وكيف أن إرتفاع نفسيات ومعنويات ومناعة مريض السرطان يساهم بشكل كبير في نجاح العلاج، وبدورى أرجوه أن يترك منصبة لطبيب آخر يفهم ويعي قضيته مع هذا المرض مثل القائمين على مستشفي سرطان الأطفال 
محاربة السرطان تحدي وعمل إنساني ووطني لا يقدر عليه سوى الأطباء المحبين للوطن والذين يفهمون جيدا معنى التحدي ومحاولة تحقيق نتائح شفاء مبهره وتسجيل مزيد من الإنجازات.
وأخيرا اقول 

قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات ))
وقال: (( والكلمة الطيبة صدقة))
وقال: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))

الخميس، مايو 29، 2014

محمود


محمود
الشاب الوسيم ذو القوام الرياضي،الذي عرفته لاعبا لكرة السلة في نادي الزمالك وطاليا في كلية الآداب جامعة القاهرة،وجمعتني به قصة حب جميلة وسريعة توجناها بالزواج .
محمود
الزوج الذي اخترت أن أعيش معه قصة كفاح ممتعة أمتدت لسنوات طويلة في غربة إخترناها بمحض إرادتنا، تعد بحلوها ومرها أجمل سنوات عمري على الإطلاق.
وهوالأخ والصديق الذي  طالما خبأت رأسي داخل حضنه وأنا أبوح له بمخاوفي، فيستمع بصبر لجميع حكاياتي ،ويتحمل تفاهاتي وسخافاتي ويمد لي يده الحانية ليطمأنني بكلماته البسيطه التي أستنير بها في كل مشاكل عملي وحياتي .
محمود
هو رجلي الذي لم يكن يظهر لي عواطفه بالشكل الذي تمنيته،فوصمته بالبرود وأعلنت عليه تذمري من حين إلى آخر،ولكنني عندما مررت بمحنة مرضية كبيره،تيقنت إنني زوجة لأجمل عاشق حين أمتلأت عيونه بالدموع خوفا أن يفقدني.
ووجدته المحب الحنون الذي كان يصطحبني دون ملل أو يأس  لجلسات العلاج الصعبة،ويقويني ويشد من أذري ويطمأنني بإنني سأنجو وسيطول عمري لأرى أولاد أحفادي.
محمود
الأب الحنون الذي لم يتقن  يوما كيفيه التعبير عن حبه وأهتمامه بأولاده،لكنه سرعان مايتحول إلى نمر شرس مفترس عندما يشعر بأن هناك خطر ما  يكاد يقترب منهم ،فأحبه أولاده ببساطته وحبه للحياة وأصبح هو الأقرب لهم كصديق يتحدثون معه دون خوف وبمنتهى الحرية.
محمود
 سيمفونية التفاؤل والمرح وخفة الدم وحب الحياة والطيبة والتواضع والتسامح .
كما عاش حياته بهدوء رحل ايضا في هذا اليوم من العام الماضي بهدوء فجأة دون سابق إنذار.
مر عام أصبح  فيه بيتنا موحشا،وتوقفت ساعات حياتي عن التقدم للأمام ،فلم أعد أراه بجانبي ولم نعد نتحدث سويا أو نخرج ونسافر سويا ،وفقدت أبتسامته الجميلة وقفشاته اللاذعة وضحكاته المتوالية وهو يسخر من كل شيء حولنا.
لم يتبق منه سوى بعض الملابس التي اذهب لأشتم رائحته فيها وأبكي وأنا أستعيد الذكريات،وأندم على كل يوم مر في حياتي دون أستمتع به معه.
نعم رحل عن عالمنا إلى مكان أفضل أختاره له الله سبحانه وتعالى،ومنعني القدر أن أراه سنوات عمري الباقيه ،وأنكسر قلبي بفراقه،لكنه الذكريات الجميلة التي ستبقى بداخلي خالدا في قلبي وعقلي حتى القاه.

وياقبر أنس وحشته ،ويا أرض ابسطي ثراك على روحه التي مزقت قلبي برحيلها،ويارب أغفر لحبيبي وشريك عمري وأجعل مثواه الجنة من غير سابقة حساب ولا عذاب.


إيمان قنديل 

منشور في