الاثنين، يونيو 18، 2012

عريس تيك أوي



تقابلت معه أثناء انجازها إحدى المعاملات الخاصة بها في مؤسسة حكومية، أبدى رغبته في التعرف عليها عن قرب، تبادلا أرقام الهواتف وافترقا على وعد بالتحادث في أقرب فرصة. في اليوم نفسه تلقت منه مكالمة حاول فيها تعريف نفسه، وبدأ يسألها عن نفسها مبدياً رغبته في الاقتران بها، وبعد مكالمة ساخنة طلب منها لقاء على الغداء في اليوم التالي، وأخبرها أن هذا الأمر ضروري لتقارب وجهات النظر والاتفاق على ما يلزم للارتباط.


على الغداء أخرج من جيبه علبة مخملية حمراء ومد يده إليها قائلاً: لقد قررت خطبتك الآن وتلك هي (الدبلة)حتى موعد التقدم إلى عائلتك رسمياً ونتزوج لنبدأ حياتنا سوياً.

فرحت الفتاة بطلبه ولم تمانع فقد وجدته عريساً مناسبا خاصة وأنها تجاوزت الثلاثين بعدة سنوات ، إلا أن أختها الصغرى التي كانت بصحبتها أعربت عن ضيقها وتبرمها منه، وأخبرتها أنها لا تشعر بالراحة تجاهه، بل تراه إنساناً مغروراً، وبدا ذلك واضحا في حبه لتبادل صورته معها بالبلوتوث وكأنه أحد نجوم السينما.


واستمر يلاحقها هاتفيا ليبثها حبه وهيامه، ويرسم معها أحلامه، ويخبرها عن الأيام القادمة التي ستجمعهما في عش الزوجية، ورأت فيه إنسانا متحضرا بالنسبة لآرائه فيما يخص المرأة، وأخبرها بأنه رغم أنه يفضل أن يكون مكان المرأة البيت لرعاية الزوج والأبناء، إلا أنه لا يمانع أبداً في أن تعمل إذا رغبت في ذلك.


وبعد كل محادثة هاتفية تهرع إلى أختها الصغرى لتقص لها ما دار بينهما، فتجد منها كلاما سلبيا، بل وتؤكد لها مرارا أنها لا ترتاح إليه، وكلما سألتها لماذا؟ تجيبها بأن قلبها يحدثها أنه كاذب ومدعٍ، ويبدو على مظهره أنه متعدد العلاقات النسائية.


احتارت الفتاة وقررت أن تقص الحكاية لصديقتها لتأخذ رأيها في موقف أختها، وهل هي محقة فيما تقوله خاصة وأنها تصغرها سنا وتعتبرها ابنتها بعد وفاة والدتهما؟ ضحكت الصديقة وأخبرتها أن ما تفعله أختها رد فعل طبيعي، لأنها تشعر بالغيرة عليها، أو بمعنى أصح تبغض هذا الرجل الذي سينتزع منها أمها ويكون له مكان في قلبها وربما هذا القادم الغريب يجعلها تنسى أختها الصغيرة التي تحبها وتشعر بالأمان في وجودها، ونصحتها الصديقة أن تنسى أمر اعتراض الأخت وتفعل ما تراه مناسبا.
قررت مع صديقتها أن يذهبا سويا للتسوق وأثناء قيادتها للسيارة دق جرس الهاتف فأجابت إلا أن صوت المتحدث لم يكن مألوفا لديها، وكان يستفسر عن شيئ يخص عملها مبديا رغبته في أن تتوسط له في انجاز معاملة خاصة به، وبعد أن أنهت المكالمة سريعا، تحدثت مع صديقتها متحيرة من أمر هذا الشخص المجهول وطلبه.


في اليوم التالي تكررت محادثات الشخص المجهول ثانية، وأدركت بذكائها أن في الأمر شيئا يدعوها إلى التشكك في نواياه، وبنبرة حادة أخبرته بأن عليه أن يكون صادقا، وأن يخبرها من أين أتى برقم هاتفها؟ ومن الذي طلب منه أن يفعل ذلك معها وإلا ستتقدم ببلاغ إلى الشرطة تبلغهم بأنه يضايقها في الهاتف، وبسرعة البرق اعترف بأنه صديق للشاب الذي قرر خطبتها، وأنهما تراهنا سويا على اختبار أخلاقها، وأوصاها بعدم البوح له بهذا السر، فأسرعت بالرد تعنفه وتحتقر أفعالهما، وأخبرته أن يقول لصديقه، أنها ترفض الارتباط بشخص مثله، وأنها ستقذف بدبلته في الشارع.


شعرت بالدم يغلي في عروقها، وتساءلت كيف لشاب في الخامسة والثلاثين من عمره يلجأ لمثل تلك السخافات لاختبار أخلاق من ستكون شريكة العمر؟ ورغم كثرة الاتصالات التي قام بها الخطيب إلا أنها رفضت الرد عليه، فأرسل لها عدة رسائل ليستوضح الأمر، فأجابته برسالة واحده طلبت منه أن يسأل صديقه عما حدث، وعليه أن يبتعد عنها لأنها ترفض الاقتران بمثله، وحتى يقلب الموازين عليها أرسل يقول لها إنه هو الذي يرفضها لأنها تجاوبت مع صديقه، فشعرت بالأرض تدور بها، وازدادت غضبا بافتراءاته.


وفي المساء أتت لزيارتها إحدى صديقاتها، فقصت عليها ما حدث، فهدأتها وطلبت منها رقم هاتفه، واتصلت به وبدت كأنها فتاة أخطأت في الرقم، فبدأ على الفور مغازلتها، ثم إغراقها برسائل نصية يعبر فيها عن إعجابه، ثم اتصل بها وأدار نفس الأسطوانة التي أسمعها لصديقتها من قبل، وأبدى رغبته في أن يرسل صورته إلى الفتاة، فردت بالإيجاب، وبعد أن أرسل صورته، تصل بها، لكنها رفضت الرد عليه، حاول أكثر من مرة، أرسلت له رسالة نصية تقول فيها رجاء ومنعاً للإحراج لا تتصل بي ثانية إذا كانت تلك صورتك الحقيقية فلم أكن أتخيل أبدا أنك بمثل تلك البشاعه وأغلقت هاتفها، فهذا الرقم لا تستعمله كثيرا إلا أنها تحتفظ به للطوارئ.


منشور في جريدة مصر 11

هناك تعليق واحد:

يا مراكبي يقول...

أمرٌ مُتوقع

ما يأتي سهلاً وسريعاً ,, يذهب ويطير بسهولة