الاثنين، يوليو 09، 2012

نذالة زوج وعشيق مخلوع






كلهم أندال== جملة لاتفارق شفاة إحدى صديقاتي، وتقصد بها الرجال،ولإنني ورغم ماعانيته أيضا من الرجل طوال سنوات عمري كحبيب أو أخ أو زوج إلا أنني لم أفقد ثقتي يوما في أن هناك رجال يمكنني الوثوق بهم،ولكن ومن خلال تجاربي وجدت نفسي ربما أكون المرأة الوحيدة التي لاتنعت الرجال بالنذاله،ودائما أمني نفسي إنني يوما سأعثر على هذا الرجل الذي شذ عن القاعدة ولم يشهد تاريخه أية نذالة قام بها تجاة أمرأة مرت يوما في حياته.




و أعتقدت أيضا أن صفة النذالة التي أطلقتها المرأة العربية على الرجل العربي أنها نوعا من التجاوز بسبب حب العربية لمكانة هذا الرجل في حياتها وبإعتباره قيما عليها، إلا أنه خذلها ومع تكرار المواقف أبت الا تتركه ينجو بأفعاله فقامت بوصمه بلقب (الندل).





ومنذ عدة أيام أثناء متابعتي لفيلم أجنبي ، شاهدت البطلة تهديء من روع صديقتها والتي هجرها صديقها قائلة:- هؤلاء هم الرجال جميعهم أنذال،والحقيقة إنني شعرت بالفرح لأن النذالة لاتخص فقط رجلنا العربي حفيد عنترة بن شداد أشهر فرسان العرب وأشعرهم ، بل أيضا اطلقت على رجال الفرنجه من نساءهم.




ونأتي الى أندال هذا الزمان، عفوا أقصد رجال هذا الزمان،فمنذ عدة سنوات عرفت قصة رواها لي أحد زملائي عن قصة حب عاشها على مدي سبع سنوات لإمرأة عشقها من كل قلبه إلا أنه في نهاية القصة قام بتدميرها كلية.




قال لي :-إنه يريد أن يأخذ رأي في حدث مر به وعصف بحياته ، وبدأ يقص على الحكاية، تعرف بإمرأة شابه وعاشا معا أجمل قصة عشق إلا أنه كان حبا محرما، فالمرأة زوجة وأم ، ورغم ذلك لم يستطعا التوقف أمام أهم مشكلة واجهت هذا الحب،وكانت المرأة زوجة لرجل يشغل منصبا مهما إلا أنه أعير خارج مصر،وتركها مع طفليها رغم إنها كانت تلح عليه ليأخذها وأولادها لتعيش معه، ولأن هذا الرجل لم ينظر ابدا لزوجته الشابة بأنها أنثى تحتاج لوجوده معها طوال الوقت ،بل نظر الى كم المال الذي يستطيع إدخاره عندما يعيش وحده في الغربه ويكتفي بإرسال بعضه لها،فرفض أن يأخذها معه وتركها تصارع أيام الصقيع الجسدي بمفردها.






ولإنها إنسان غير معصوم من الخطأ، تجاوبت مع هذا الرجل(زميلي) الذي غلف مشاعرها بحبه وأهتمامه وعطفه،وتجاوبت معه جسديا لتبدا الرواية التي طالت مدة عرضها سبع سنوات متكامله.ورغم أن كلماته عنها والتي تقطر عشقا وولها ولوعة عليها،إلا أنه برر مافعله بها بأنها هي التي خانت حبه وكان عليه أن يلقنها درسا لاتنساه.





قال لي لقد تغيرت احوالها بعد سفري (للخليج)فتيقنت أنها تعرفت على رجل آخر فلم أعد مهما في حياتها،فسألته وكيف عرفت أنها تغيرت؟،وعليكم أن تنتبهوا جيدا لتلك الجملة القادمة( عندما سافرت قامت بخلع الحجاب؟)فتعجبت من الجملة وسألته مندهشة، أي حجاب وهي تعاشرك جسديا وتخون زوجها؟،فماذا يعني هذا الحجاب لك ولها؟،فلم يرد وأسترسل في الكلام، وكلما أتصلت بها على الموبيل وجدته مغلقا، وهذا مالم يكن يحدث أبدا في علاقتنا من قبل.






فلم أشأ أن أعلق، ولكنني أردت أن أعرف نهاية القصة،فأضاف:- ومن شدة إشتياقي لها كنت أحضر إلى مصر في أجازات بسيطه لاتتجاوز الأربعة أيام، إلا أنها كانت تتهرب مني، وحذرتها بأنها إذا لم تعد كما كانت سأدمرها وسأمحوها من على وجه الأرض،إلا أنها ضربت بكلامي عرض الحائط، فأتصلت بزوجها الذي يعيش في الخارج، وأخبرته عن العلاقة التي تربطنا سويا،وعندما كذبني،أرسلت له صورنا معا، بل ووصفت له تفاصيل غرفة نومه،وتفاصيل دقيقة من المؤكد أنه يعرفها عن زوجته.




وعاد زوجها إلى القاهرة في إجازة قصيرة، وبدأ في مواجهة زوجته،التي أعترفت بكل شيء،فأمسك بعدة أوراق وجعلها توقع على تنازلات عن كل ماتملكه وكان الزوج كتبه بأسمها من قبل.




وأنقطعت صلة (الحبيب المخلوع )بمحبوبته رغم أنه مازال ينبش عن آخبارها ويتابعها بكل دقة،والغريب في الموضوع أن الزوج الذي أعترفت له زوجته بخيانتها وأن معظم اللقاءات تمت على فراشه، لم يطلق زوجته، بل تمسك بها،ولكنه برر ما فعله بأنه تركها من أجل تربية أولادهما.




والحقيقة إنني لم أخبيء رأيي في هذا الزميل بل قلت له(بصراحة أنت ندل)فقد وثقت بك المرأة وخانت زوجها بأسم الحب،إلا أنك بعتها وبمنتهي السهوله ودمرت حياتها ، وقلت له كان عليك إحترام رغبتها في الإبتعاد،لماذا فكرت فقط في أنها تعرفت برجل آخر،لماذا لم تفكر أنها ربما شعرت بالندم وقررت أن تتوب عن ذنبها؟ ، لماذا لم تفكر بأنها كأم شعرت بانها يجب أن تحترم مشاعر أولادها الذين كبروا، وأنها ترغب في التضحية بتلك العلاقة التي كانت تسعدها من أجل إسعاد فلذات كبدها وظهورها أمامهم بمظهر مشرف؟






تؤكد أنك تعشقها لماذا لم تطالبها بالطلاق من زوجها لتصلحا مسار تلك العلاقة بزواجكما شرعيا؟،فأخبرني أنها كانت دائما تلح في ذلك إلا أنه كان يرفض طلبها، لأن والدته والتي كانت تعلم بتلك العلاقة،جعلته يقسم أمامها بأنه لن يتزوجها أبدأ، فتعجبت حقيقة من عاشق يصر على الخطأ، ويصر على حبس العشيقة رهينة دون أن يتنازل عن شيئا واحدا يمسه، وعلى العشيقة أن تظل تخطيء وتتحمل وحدها نتيجة خطأها دون أن تجرؤ بإفتعال بعض محاولات الهروب او تصحيح مسار تلك العلاقة.





وهنا أنوه الى الزوج الذي كان أيضا في قمة الندالة عندما ترك زوجته الشابة وهو كرجل علم يعرف اكثر من غيره مدي أحتياجها كأنثي لرجلها،وأغفل بل وتجاهل جميع نداءاتها وأستغاثاتها له بأن يأخذها لتعيش معه في البلد الذي ذهب ليعمل فيه،وعندما علم بخيانة زوجته بالأدلة والبراهين، إهتم بإستعادته أملاكه ولم تشعل رأسه نخوة الرجولة وقام بتطليقها،بل تركها تعيش في بيته وعلى ذمته بحجة تربية الأولاد.






قبل أن تصبوا غضبكم على المرأة التي خانت وهذا ماتعودناه دائما من مجتمع ذكوري ظالم، ركزوا قليلا في نذالة الرجلين اللذين وقعت بينهما.




إيمان قنديل


منشورة في جريدة الأحرار اليوم 9/7/2012


هناك 3 تعليقات:

harmless يقول...

كل نذاله خطأ وليس كل خطأ نذاله
الرجل وزوجته مخطئين اكيد
لكن صديقك هو النذل
-------
لا يمكن نعيش بدون ان نخطئ
ولكن اكيد ممكن نعيش بدون ان نكون انذالا

إيمان قنديل يقول...

harmless

أنت ملاك ياصديقي

يا مراكبي يقول...

الفونت مش ظاهر عندي لا على المدونة ولا على الريدر

ياريت تبعتيلي الموضوع - كوبي بيست - على الإيميل أو على الفيس بوك