السبت، أغسطس 25، 2012

موشومة أنا بالرجل المصري


يعتبرني الغالبية العظمي من الأصدقاء المدونين عدوة للرجال،ويعلنون تذمرهم عبر تعليقات لاذعة حول ما أكتبه ويمس الرجل ،أو بإيميلات شديدة اللهجة تستهجن أسلوبي الذي لا يروق لهم ،كالتأكيد على أن الرجل ليس نذلا بطبعه بل شهد التاريخ على أعلى مستويات النذالة في النساء،وإنني إمرأة ظالمة يعز عليها أن تقول يوما كلمة حق تنصف بها الرجال.

أحد الأصدقاء كتب لي ) ماهذا الكم من الإتهامات التي تصوبينها تجاه الرجل المصري،هل يعقل أن يكون الرجل نذلا بطبعه والنذاله تساوى الرجل كما تقولين؟ا والله رأيت وعاصرت وحضرت قصصا كثيرة كلها نذالة نسوية في أعلى مستويات النذالة التى تهون معها نذالة سالومى مع النبى يحيى،أو نذاله دليلة مع شمشون ،و لاأشك لحظة إنك تعرفي من هذه القصص الكثيرأيضا،وبقلب مفتوح وفى لحظات صدق أسألك أليس الرجل هو من يحميكن فى الشدائذ، ويذود عنكن فى المصائب ويشذ أزركن فى الخلافات، ويحمى ظهوركن فى الملمات؟ أليس الرجل من يسهر على راحتكن ويهتم بشؤونكن ويلبى طلباتكن ويحميكن من تقلبات الدهر وخبايا الزمن؟).

وصديق أخر قال:(هل نحن جميعا قي نظرك لا نساوي ربع كلمة حلوة تكتبينها علينا ؟؟ والله احنا فينا الغلابه والحنينين والطيبين والجدعان وفينا العكس ايضا.....؟؟).

وثالت علق قائلا:أنتظر منك مقالا عن رأيك فى الرجل المثالى؟ وماهي المتطلبات التي يفترض وجودها فى رجال هذا العصر، وانت لا ترينه،ليتك تنيرين لنا الطريق وقولي لنا نحن الصنف الغريب ماالذي ينقصنا؟



ولأنه يعز علي زعل الرجال مني، فأنا اؤكد إنني عندما أتناول بعض الحوادث التي ربما تدلل على بعض التصرفات غير اللائقة من الرجل، فذلك لإنني أحبه وأقدره وله في قلبي مكانة أراه فيها متوجا على عرش حياتي، لذلك أرفض بشدة أن أراه مخلوعا من تلك المكانة المقدسة لدي، ،وإذا كان الرجل لايدرك ما يفعل فإنني أحاول أن أستعرض أمامه المواقف التي تشعره بالخجل لإنها لاتليق به،إذا فعلها أو ينوي القيام بها متعمدا أو بغير قصد، فهذا دور المرأة التي تحبه في أجمل صوره،وأخص تحديدا الرجل المصري الكبير جدا في نظري ، هذا الرجل الذي احبه بعنف ورقة،بقسوة وحنان، الرجل الذي أعتبره وطني الذي أعشقه وبدونه لا أساوي شيئا.



ومن خلال غربتي خارج مصر والتي أستمرت سنوات طويلة،تعايشت فيها بشكل يومي مع زملاء لي من كافة الجنسيات العربية،وهذا جعلني أخرج بنتيجة هامة وهي أنني لايمكن أبدا في يوم من الأيام أتخيل نفسي حبيبة أو زوجة لرجل غير الرجل المصري،قد يعتبر البعض كلامي هذا نوعا من العنصرية، ورغم إنني أبغض العنصرية في كافة أشكالها إلا أنني وفي حب مصر وحبي للرجل المصري أرحب بوصفي بالعنصرية.هل تعلمون الى أي مدى وصلت عنصريتي؟ أنني أحزن من زواج المصري بغير المصرية،وأموت قهرا عندما أرى المصري يعشق أمرأة غير مصرية.



ولكن لماذا الرجل المصري وليس سواه ؟لأن أبسط ما اقوله عن الرجل المصري بيني وبينه تاريخ طويل، وموروث ثقافي مشترك يجعلني أحس إننا روح واحدة،و إنني موشومة به ولا أستطيع الفكاك من آسره،هذا الآسر الذي أعتقلت فيه نفسي برغبة مني و بكامل إرادتي.

والرجل المصري هو نصفي الحلو الذي اسعد به فهو أبي وأخي وزوجي وأبني ،أحببته طفلا ثائرا متمردا يرغب في أمتلاك كل الأشياء، و حين يمتلكها يهجرها الى عوالم أسطورية لم يكتشفها بعد،أحببته مجنونا لعوبا شقيا، وعشقته رجلا عاقلا متزنا و منطقيا،وهويته كائنا هلاميا اضيع فيه عندما أطارده ولا أصل أليه،وعشقته رجلا مستحيلا اسعي أن يكون في عالمي واقعيا،أحببته كاذبا ساذجا كي احتويه بين ضلوعي كطفل أهوج لابد من السيطرة علية،وعشقته صادقا في حبه لي ،مخلصا في عمله متفانيا في تحقيق ذاته،أحببته أنانيا يرى نفسه محور الكون،وعشقته معطاء متفانيا ينشر دفئه في كل مكان،أحببته سيراليا رمزيا تكعيبياوعشقته ساطعا كالشمس،ثائرا كالبركان ،وأحببته بدائيا،بدويا،إنفعالياهجوميا.وعشقته مهذبا حضاريا.




أحببته شاطئا أرسو عليه،وعشقته وطنا لايسمح بالإغتراب لمواطنيه
أحببته، وهو يحتويني بشموخ وقوة،وعشقته مقتحما لأعماقي الصامتة ليحررني من ظنوني وأوهامي،عشقته في كل حالاته وأجواءة وطقوسه وعواصفه وأنواءه،احببته استاذا في دروس الحب،عبقريا في ممارسة فنونه،وعشقته يرسب في أحضاني،أحببت نفسي لإنني ذاك الضلع الأعوج له، وأتمنى دائما أن أكون قريبة الى قلبة ، لتشتعل به روحي و لأذوب عشقا في دفء أحضانه وحنان أنفاسة،أحببته وأنا أدفن رأسي داخل صدره، وأنا اتمنى ان اكون دائما امراته وألا يأتي أبدا هذا اليوم الذي يقلع فيه عني.




أحببته وهو يبعثر شعري مجتاحا كل كياني
واحببته ديمقراطيا يسمح لي بالحرية وإبداء الرأي ،وعشقته ديكتاتورا يختم فمي بالشمع الآحمر.




احببت كلمات حبه المصريه وهي عندي أجمل لغات الحب الشاعرية
وأحببته يدندن معي بأغنية مصرية،ويمطرني بقفشات مصريه،ويوجعني بآلام مصرية،فانا لااؤمن إلا بالرجل المصري والحب المصري ولا أسمح لنفسي بالبقاء داخل غرفة العمليات لأنني أخترت رجلا وحبا وعشقا خارج أطري المصرية.

إيمان قنديل

هناك تعليقان (2):

أمل حمدي يقول...

رائعة يا إيمان

يا مراكبي يقول...

أُشاطرِكِ الرأي بأنَّه مِن المُؤكَّد أن الروابط الثقافية والتاريخية والتربية المُشتركة تجعل مِن ارتباط بني الجنسية الواحدة والموطِن الواحد أمراً أفضل بكثير مِن عكسه، وقد أثبتتْ التجارب المُختلفة صحة كلامي هذا ورأينا ذلك كثيراً

وحتى ان نجحت الزيجات المُختلطة، فإن حالة عدم الإرتياح تظل موجوة في اغلب الحالات، وهو تعميم لا يصل إلى نسبة 100% بالطبع