
مرت اربعة شهور على أستئصال الورم الخبيث الذي أصاب أحد ثديي ،وقد بدأت جرعات الكيمو ثيربي بعد الجراحة بشهر تقريبا،وذلك بعد أن قمت باللف (كعب داير)على الأطباء المتخصصين في هذا المجال،والحقيقة أنني رأيت جشعا لم أراه في حياتي،فمنهم ماهو متخصص في العلاج بالأشعاع إلا أنه(داخل في العلاج بالكيمو فهلوه علشان لقيها سبوبه حلوة) ،فعلاج السرطان عفاكم الله منه مكلف جدا،ومع أنني أجتزت مرحلة منتصف العلاج الكيمائي إلا إنني وحتى يومنا هذا مازالت مذعورة مما حدث لي،فلم أكن أفكر يوما بأن هذا المرض اللعين قريب جدا مني بتلك الصورة، ولم أكن أتخيل أنه سيهاجمني في نفس الوقت الذي قررت فيه العودة من الإمارات نهائيا والأستقرار في مصر،ورغم الدعم والمسانده التي لقيتها من زوجي وأولادي وأصدقائي وصديقاتي حتى هؤلاء الذين لا أعرفهم شخصيا وهم من أصدقائي على الفيس بوك والذين أقترب عددهم الى الألف،إلا إنني ومع مرور كل تلك الشهور مازالت أحاسيس الفأر المذعور من وقوعه في المصيدة هي المسيطر الأول على كافة تصرفاتي
وكانت أصعب جلسات الكيمو ثيربي هي الأولي حيث أنني لم أستطع تناول أية أطعمة واكتفيت بالعصائر التي اجبروني عليها،وشعرت بوهن شديد وجفاف في الحلق وإسهال متواصل وألم شديد بالعظام وخاصة العمود الفقري ،وشعور بالغثيان،ثم قلت تلك الأعراض مع الجرعة الثانية،ثم أصبحت أواجه الأمر بشجاعة مع الجرعة الثالثة،وخلال تلك الجرعات أنصب أهتمامي على التغذية حتى تقوي جهاز المناعة كي أستطيع أخذ جرعات الكيماوي التالية في مواعيدها دون تأخير،ةالحقيقة رغم فقداني لأربعة كيلو جرامات في الجرعة الأولي إلا أنني أستعدتهم ثانيه فيما بعد،فلم أعد أهتم بقوامي كثيرا،ولم يعد يزعجني أن يزيد وزني ،مايهمني الآن هو أن يتم الله شفائي على خير والا يعود لي هذا المرض ثانية،ورغم أن الجرعات التي أخذها هي من الأدوية الحديثة التي لاتستقط الشعر بالكامل إلا أنني وحتى الآن فقدت تقريبا نصف شعري،وهذا أيضا لم يعد يهمني فقد أخفيته بالإيشاربات ،وأكدت لي الطبيبة أنه سيعود اجمل مما كان بعد الإنتهاء من العلاج
وقد قررت طبيبتي الدكتورة علا خورشيد ان أخذ جرعة الكيماوي على جلستين، فربما رأت إنني لا أستطيع تحملها مرة واحدة،والنصف الأول من الدواء يكون في اول الأسبوع والثاني في آخرة ،وتتركني 21 يوما ثم أعاود الكره من جديد،ولكن تمنحني الطبيبة تعليمات مشددة تمتد من اليوم الثامن من الجرعة وحتي اليوم السادس عشر،وهو أسبوع ضعف مناعة الجسم الذي يتسببه العلاج الكيماوي،فلا طعام من خارج المنزل ،،وعلي الا أتناول أي طعام دون تسخينه لمدة دقيقة على الأقل،ممنوع تماما تناول الخضار كسلاطة أوالفاكهة والزبادي،وعدم الجلوس او التواجد في اماكن مغلقة، وأذا إضطرتني الظروف علي بإرتداء الكمامة لوقايتي ،كذلك عدم مخالطة مرضي
وخلال الفترة الماضية سيطر على الأكتئاب وقررت الذهاب الى الدكتور أحمد شوقي العقباوي لمساعدتي في أجتياز ما أمر به والحقيقة أنه وصف لي بعض الأدوية الخاصة بالإكتئاب ومنوم كادت أن تقضي على مع جرعات الكيموثيربي فقد كنت أشعر بدوار وأحيانا أجد نفسي وقد أقتربت من الأغماء الكامل،وأثناء الكشف قرر الطبيب النفسي أن أتي اليه في جلسة فضفضة بعد اسبوعين( بس بثلاثمئة جنية)والحقيقة لقيتني علشان أنهي جميع آلامي وعقدي والصدمات التي تعرضت لها من أعز الناس لدي ،،وجدتني أحتاج للكثير من الجلسات التي سأدفع فيها دم قلبي وربما لن تفيدني بشيء،،والحقيقة ورغم حبي الشديد وأحترامي لأستاذ الطب النفسي الدكتور العقباوي إلا أنني تراجعت عن زيارته عندما قال لي(أنت ست مؤمنه ،وعليك أن ترددي دائما لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا)نعم أنا مؤمنة تماما بهذا ،بل أنني عندما دخلت للكشف قلت له أرجوك لاتستشهد بأية أيات قرآنية أو أحاديث دينية فانا والحمد لله أعرف جيدا مايقولة الله عز وجل ،وأحفظ الكثير من الأيات القرآنية واحاديث الرسول(ص) لأنني والحمد لله قربتني المحنة من الله أكثر من قبل ،ومؤمنة تماما أن أمرنا كله بيد الله وأن ما أمر به محنة في صورة منحه منه لأقترب أكثر من الله ليرض عني ويمحو جميع ذنوبي ،وأن لي مكانه ومنزلة في الجنه لم تكن أفعالي كافية ليضعني فيها الله سبحانه، فأختبرني بالبلاء وأنا والحمد لله راضية لكنني لا أريد الإستسلام وأرغب في مواصلة الحياة
===========
امتنعت عن دواء الإكتئاب لأنني فكرت كثيرا لإنني فكرت كثيرا في اذا كنت مريضة لي ديانة اخرى او والعياذ بالله كنت لادينية،ماذا كان سيقول لي الدكتور العقباوي
اتجهت لقراءة الكتب الدينية التي تفسر القرآن الكريم، وكتب الشخ الغزالي،واصلي الآن الفجر حاضرا واواظب على الأذكار والدعاء والتسابيح وقرآة القرآن
اشتريت بعض الكتب الخاصة بالأنتصار على مرض السرطان،وكتب مترجمه عن مكافحة الأكتئاب والقلق ونصيحة شخصية مني ،هي كتب لافائدة منها وزادت من قلقي وتوتري
والأهم الذي ارغب في توضيحه أنني وخلال جرعات الكيمو ثيربي تعرفت على نساء ورجال يتعايشن مع انواع عديدة من السرطانات في اجسادهن أدعو لهم ولي بالشفاء،والشيء المؤكد الذي أرغب في أن يعرفه مرضى السرطان أن كل حالة مرضية لا تشبه الأخرى بأي حال من الأحوال،ولاتتشابه في العلاج ولا الأعراض،لذلك علينا الا نأخذ بنصائح الآخرين
=============
أجمل مافي الموضوع أنني وجدت حبا وأهتماما من إناس ربما يعرفونني من مدونتي أو الفيس بوك ،ولم يتركوني حتى يومنا هذا ،فهم دائمي الأتصال بي،والأهتمام بمراسلتي ومعرفة أخباري
والأسوأ حقيقة أن هناك أصدقاء كانوا قريبين مني جدا ،تفاعلوا معي مرة واحدة في البداية إلا أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الإتصال بي أو حتى مراسلتي ببلاش على أيميلي الخاص
صديق وصديقة أكدوا لي أنه كان ينبغي علي الا أعلن عن مرضي من خلال مدونتي ، وكان من الأفضل كتمان الأمر وجعله سرا حتى لايتعامل الناس معي بشفقة فتسوء حالتي النفسية،،،،أو يتعامل البعض الآخر معي بشماته ويفرح من كان في قلبه حاجة ضدي،فقلت لهم أنتم نسيتم أنني صحفية والكتابة هي المتنفس الوحيد لي،وربما كنتم على حق في نظرة البعض لمريض السرطان بشفقة تقهره نفسيا لأنه مريض حكم عليه المرض بالموت،،،،،أما من يشمت في المرض فأقول لهم هؤلاء لاتعرف قلوبهم خشية الله ولهم عنده حساب عسير،وعليهم أن يعلموا ان الدنيا لاتدوم لأحد