الثلاثاء، يونيو 26، 2012

مغربية واحدة تكفي






تعرفت عليه أثناء دراستها الجامعية، لفت نظرها بشدة اهتمامه بدراسته، وجديته في التعامل، وسلوكه المهذب، وقدرته الفائقة على التأثير فيمن حوله، ورغم ملاحظتها لنظرات إعجابه بها إلا أنه أبداً لم يبح لها يوما بما يدور في داخله، ومرت السنوات وهي تنتظر أن يصارحها بحبه، إلا أنه لم يفعل، وكثيرا حاولت لفت انتباهه إلا انه لم يتجاوب سريعا، بحثت ونقبت فيمن حولها من الزميلات لربما يكون مرتبطا عاطفيا بواحدة منهن إلا أنها فشلت في التيقن من الأمر.






ورغم تقرب الكثيرين منها إلا أنها أغلقت قلبها، فلم تكن تريد أبدا سواه حبيبا لها، تقدم لها أكثر من عريس، ورغم موافقة الأهل إلا أنها كانت تعترض بحجة أنها لا ترغب في الانشغال بأمور آخرى سوى دراستها. وبعد نيلها شهادة البكالوريوس اتجهت مباشرة للعمل، وتناست قصه حبها التي أجهدت مشاعرها لأنها كانت من طرف واحد، وعكفت على تحقيق ذاتها في العمل الذي حاولت أن تتميز فيه، ورغم انهماكها المستمر في العمل إلا أن خياله كان يراودها من حين لآخر.



وبعد يوم عمل شاق وطويل، تلقت اتصالا هاتفيا اهتزت له مشاعرها وعاد قلبها يدق من جديد، فقد كان الصوت لزميلها الذي عشقته، أخبرها عن رغبته في لقائها، فوافقت على الفور دون تردد.




وقبل الميعاد المحدد ذهبت إليه وجلست في انتظاره والأمل يراودها من جديد في أن يفصح لها عن حبه ويعبر لها عن مشاعره التي أخفاها سابقا، أتي ومد يده لها للسلام تفحصت أصابع يده رغبة منها في معرفة آخر تطورات حياته العاطفية، فاطمأنت عندما لم تجد خاتماً يدل على الخطوبة أو الزواج، سألها عن أحوالها، وعن عملها، وأخبرها هو الآخر عن تطورات حياته والعمل الذي يشغله حاليا ، وكانت تستمع إليه باهتمام بالغ، وكلما تحدثت فضحتها نبرات صوتها وضربات قلبها المتسارعة.




تذكرا أيام الجامعة الحلوة وتحسرا على تلك السنوات التي مرت بسرعة البرق، ولم يكن لديهما أية مسؤولية سوى أنهما يجتهدان فقط من أجل النجاح، نظرت الى ساعتها وأخبرته أنها تأخرت وعليها الرحيل، وقبل أن تمضي سألها هل تقبله زوجا لها؟




كادت أن تفقد وعيها، ولم تصدق ما سمعته بأذنيها، وسألته ثانية أن يعيد على مسامعها ما قاله، وعندما تأكدت من أنها لم تكن تتخيل وافقت على طلبه فورا وحددت له موعدا مناسبا للالتقاء بوالدها.. تزوجته.. وبعد عامين من الزواج أتته فرصة للعمل في دولة الإمارات، ورفض أن يتركها في بلده مؤكدا لها أن لا يستطيع العيش بمفرده، وسيشعر بحنين جارف لها ربما يتسبب في شرود ذهنه وإهماله لعمله بل وتركه نهائيا والعودة ثانية الى الوطن. وأكد لها أنهما اختارا بعضهما بإرادة حرة لكليهما، وأن مستقبلهما مرتبط بتواجدهما سويا في مكان واحد، يعيشان فيه يتبادلان الحب والعطاء وإنجاب الأبناء.




وعاشا على أرض الإمارات يعملان سويا من أجل مستقبل أجمل لهما ولثلاثة أولاد أنجبتهم له واعتبرتهم أجمل ما في الحياة، ولم تستسلم للبقاء في البيت بل سعت بكل الطرق لتجد عملا مؤمنة بالمثل القائل «يد واحدة لا تصفق» وشاركت زوجها كافة النفقات حتى لا تثقله وحده بالأعباء العائلية. ومرت عشر سنوات كاملة يسعيان من أجل تحقيق أهدافهما والعودة ثانية إلى أرض الوطن، إلا أنه «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد اكتشفت ان الزوج حبيب القلب قد تزوج من امرأة أخرى من بلاد المغرب العربي، وأعد العدة للعودة بها الى الوطن تاركا زوجته وأولاده معلنا التخلي عن جميع أدواره في الأسرة.




أصيبت بالذهول ليس من تصرف الزوج فقط لأنها لم تشعر يوما بأنه تغير في مشاعره تجاهها، ولم يسبق ما فعله أية إنذارات لها بالهجر، تساءلت حاولت أن تسأل نفسها قبل أن تسأله إلا أنها عجزت تماما عن تحليل ما حدث، استسلمت لواقعها الجديد وقبل ان تطلب ورقة طلاقها، وجدته يسلمها لها بيده معتذرا بأن زوجته الجديدة لا ترغب في أن تشاركها فيه امرأة أخرى.



إيمان قنديل



منشوره في جريدة مصر 11

الاثنين، يونيو 25، 2012

السحر الحلال والعشق




لم تعد تهتم كثيرا بأن يختفي زوجها رجلها الذي أحبته ويعاقبها لأسباب لا تعرفها ،ويتبع نفس أسلوبه القديم المتجدد بعدم الرد علي مكالماتها ، لقد إعتادت علي هذا الموال منذ عدة سنوات مضت كانت فيها ساذجة تحاول إرضاءه بشتى السبل ، وكم أشقاها بطريقته التي أوجعتها وجعلتها تحتقر ذاتها .


الآن فقط تعترف بهزيمتها فلم تعد تلك المرأة المقاتلة الشرسة التي تفجر كافة الحواجز وتسعي إلى انتزاعه وإعادته الى الحضن الذي طالما شعرت به طفل يخبيء رأسه في صدر أمه لينهل من حنانها ..


فلم تعد تلك المرأة التي عشقت حتى النخاع ورفضت بعناد أن تترك رجلها لأنثي غيرها فلم يعد يسعدها أن تتجاذب مع تلك المرأة رجل قادته قدماه دون أدني مقاومة إلى الطريق الذي رسمة له الدجالين والسحرة.


تذكرت قصة حبهما وكيف أنه أنتزعها بعد مقاومة عنيفه منها، ورغم أنهما خرجا عن العرف والمألوف إلا أنها القت بكل العادات والتقاليد خلف ظهرها، لقد عشقته حقا ولم يهمها ماذا سيقول الناس عنها، أو كيف سينظر اليها الآخرون ،فقد اعماها الحب ولم يعد احد يطل من حدقتها سواه ولم يعد يرضيها في الكون إلا أن تشعر بلحظات حب حقيقية داخل حضنه .


تزوجا إلا أنها لم تعش سعيدة كما تمنت، فقد كانت زوجة لبضع الوقت ، بل ربما لساعات معدودة طوال الأسبوع، بل تأتيها أشهر كاملة لاتراه، إلا أنها عشقته بصدق.



صمدت كثيرا أمام نزواته وغزواته وتقلباته المزاجية ، ولم تستطع الأبتعاد عنه فهي حقا تعشقه ،عاشت في حبه الفصول الأربعة ، فشخصيته في الصباح تختلف عن المساء ومزاجيته عصرا تختلف عنها ظهرا ورغم أنه أرهقها إلا أنها لم تستطع البعاد عنه فهي حقا تعشقه .


وبعد سنوات من الجروح والآلام والهزيمة ،لم تعد تحتمل وبدأت تتذمر تدريجيا،إلا انها تحولت الى النقيض كمارد خرج من قمقمه ،فنزيف قلبها اليومي والشلل الذي أصاب كرامتها جعلها لم تعد حقا تعشقه، حاولت الفرار بما بقي لها من عقل إلا أنها أيضا لم تستطع الخروج من دوامته .


فزوجته الأولى متيمة بالذهاب الي الدجالين والمشعوذين الذين يدعون علاج الأسحار وعمل الأحجبة ، وبإعترافها تغسل جسدها في الصباح بكلام مكتوب بالزعفران علي طبق من الصاج بات طوال الليل حتى طلوع الفجر في شرفة المنزل لتتكاثر علية قطرات الندي ليتحقق المراد ، وتستحم في الليل بحجر من الطين قرأ علية المشعوذين ثم تذيبه في الماء وتفرك به جسدها ، ومعاذ الله أن تكون تلك المرأة كافرة فهي متدينة لا تذهب إلى السحرة الكفرة ولكنها تذهب فقط إلى هؤلاء المعالجين بالقرآن الكريم ، فهي عندما تختار الإيذاء تختاره أيضا بالحلال كما تدعي .


لقد سئمت من تلك الوريقات التي كتبت عليها آيات القران بشكل معكوس ، وفزعت من ريش الحمام الأبيض الملفوف في لوف النخيل البني والمنثور أمام شقتها وحتى باب المصعد، أهلكتها تلك القصاصات الملفوفة بأحكام والمكتوب عليها بحروف غير معروفة قي خزائن مطبخها والتي عندما اكتشفتها هربت شغالتها.



في المرآة.. وقفت تتأمل قسمات وجهها الحزين، وبحركات لا إرادية اطلقت يدها لتتحاور مع فمها وهي تصرخ بأعلى صوتها :::الآن أرفع لكي يدي مستسلمة ، خذي رجلك الذي ظننتي آن ما منعه عنك منحني أياه ، وأبعدي أسحارك عني فلم أعد أحتمل صداع الشق الأيسر من رأسي ، ولم أعد أحتمل الألم الذي يعتصر الجزء الأيمن من جسدي ، ولم أعد أحتمل تلك التشنجات التي تهاجم أطرافي وتشعرني بالخجل أمام زميلاتي ، ولم أعد أحتمل رؤية ملابسي وفراشي مبللة بالعرق الذي يتصبب من جسدي كطفل رضيع نسيت أمة أن تحفضه بالبامبرز ، ولم أعد أحتمل تلك الرعشة التي تنهك جسدي دون سبب معروف ،ولم أعد أحتمل خوفي وظنوني في هذا الورم الصغير أسفل ثدي ولم أعد أحتمل شكوكي في قطرات الدماء التي تتساقط عنوة من رحمي ، ولم أعد أحتمل كل تلك الفحوصات التي امتلأ بها ملفي الطبي دون أن يهتدي الأطباء الى الأسباب الحقيقية لما أعانيه ، فسحرك الحلال أخيرا تمكن مني ، وجعلني كإمرأة فقدت جميع أولادها في حادث طائرة ، وبائسة كامرأة مريضة تنتظر قرارا بالقتل الرحيم ، وسحرك أفقدني صوابي وجعلني حمقاء عصبية، ثائرة مندفعة كحمم تقاذفت بغباء من أعلي فوه بركان، وسحرك جعلني أهرع إلى الرجل الذي أحببت ليضمني إلى صدرة وليسامحني علي هفواتي وتفاهاتي وحماقاتي لأنة الأكبر والأعقل والأفهم والأقوي، لأنة الرجل الذي تمنيت أن يأخذ بيدي ويهدا من روعي ويدعمني لأكون أقوي أمرأة بحبة ولكن سحرك جعله تائها في فضاءات لاتعترف بوجودنا على الأرض .


ياصاحبة السحر الحلال أطمئنك بأن الزمن الماضي والحالي والأتي هو زمنك ، ، وعليك أن توقفي أسحارك عني ، فالشيء الوحيد الذي كان لة لدي لم يعدعندي، وطوال العامين الماضيين نجح سحرك فلم يكن حبيبي كما عرفت ولم يضاجعني كما تعودت ، فلم يعد ملهوفا ومشتاقا ولم أعد أصرخ له نشوة و اشتهاء ، بل تحاشي اللقاء وساق إلى الحجج والمبررات ، فالانشغال دائم صباح ومساء ، والواجبات الاجتماعية مراسم لايمكن تأجيلها حتى لو كنت قادمة من سفر بعيد.


لقد نجحت بأسحارك والتي بررتي لنفسك كذبا أنها حلال في تحويلة من عشيق يشتهيني بكل رجولتة الي زوج بائس مل رؤيتي ، واليك أرفع رايات الإستسلام ،أتوسل اليك أن توقفي حروبك السحرية عني وعنه ، خذي زوجك وخذي قلبي معه فلم يكن أبد رهينة عندي ، فما يهمني الآن إسكات الأوجاع بجسدي وكرامتي.



وقبل أن تخلد الى النوم أمسكت بعلبة الدواء لتأخذ قرصا مهدئا ،أبتلعت قليلا من الماء حاولت أن تغفو ولكنها لم تستطع ، مدت يدها ثانية أمسكت بالعلبة أفرغتها جميعا في جوفها واسكتت أوجاعها الى الأبد .


إيمان قنديل


منشورة في جريدة الأحرار

الاثنين، يونيو 18، 2012

الفرار من السعادة

جلسا يتبادلان الحديث الجاد الذي قطعه معربا عن إعجابه بثوبها الأسود الذي كاد ينزلق عن جسدها ، أحمرت وجنتيها خجلا ، تعثر الكلام على لسانها فآثرت الصمت.
نظرت اليه بعينين ولهتين، وفي شفتيها المكتنزتين نداء محموم ايقظ الحيوان الذي يزأر بداخله،قبلها بوحشية، أحست بنار تندلع من أطرافها، آبت أن تقاومه وتمادت في قضم شفتيه، لم يستطع الصمود أمام صدرها اليقظ ، جذبها بقوة وأحتوى جسدها الثائر بكلتا يديه.




في غرفة نومه أستسلمت اليه ليطفأ جوعها النفسي،ويشبع ظمأها الجسدي،وعندما اقتربت من الذروة أفزعها صوت أجش اخترق أذنيها وهو ينبهها (يامدام هو ده العنوان؟
)ألتفتت نحو صوت سائق التاكسي وهو يردد نفس الجملة، نظرت الى رقم العمارة وطلبت من السائق ان يقف،مدت يدها له بالأجرة تركت التاكسي،
تقدمت بخطوات مرتبكة نحو مدخل العمارة، وقفت لبرهة سيطر عليها التردد وبداخلها هاتف يطالبها بالتراجع وألا تتمادى إلا أنها تجاهلته، والقت بنفسها داخل المصعد في تحدي،وخلف باب الشقة وجدته في إنتظارها.


أراد أن يقبلها ، تراجعت كثيرا إلى الخلف،وهزت رأسها بالنفي، جلسا سويا في غرفة الصالون،بعيون مبهورة أخذت تتفحص أثاث المنزل واللوحات التشكيلية المتناثرة على الحوائط، السجاد الشينواه الذي يزين الأرض،التحف والأنتيكات العتيقة المرصوصة بعناية في أركان الصالة.


بادرت بالكلام: من الواضح أنك من عشاق التحف والأنتيكات ،فرد بإنه من مدمني إرتياد المزادات ،وتلك هواية قديمة نمت لديه بمرور السنوات، فكل شيء ثمين له قيمة يستهويه،ثم باغتها بالسؤال: هل تعرفين مالذي يثيرني في المرأة؟


هزت رأسها بالنفي ،فأشار الى رأسها قائلا: عقلها،وذلك لأنني عشت مع زوجة خاوية الرأس ، تافهة التفكير،لذلك تعجبني المرأة المثقفة التي تبهرني بذكائها ،فظهرت على شفتيها إبتسامة مجاملة.



اثناء تناولهما الشاي،بدأ يحدثها عن الإرهاب الدولي وأصوله الفكرية، وأن الأمريكيين والصهاينة يتحملون مسؤولية مايعاني منه العالم من إرهاب دولي،وتمنى أن تعود الإمبراطورية العثمانية للعالم من جديد،تلك الدولة التي حكمت جزأ كبيرا من آسيا الصغرى والجزيرة العربية وبلاد العراق والشام ومصر والمغرب العربي، والصومال، والنمسا وأيطاليا وجورجيا وكردستان ورومانيا وبلغاريا والسودان


شعرت بإنجذاب الي حديثة،ونظرت اليه بدهشة آثارت فضوله،فهي تعرفه من خلال الأصدقاء وتعرف عنه أنه رجل أعمال يقضي حياته بين عمله وتحقيق مزيد من الثروة والمال،وبين العلاقات النسائية المتعددة والتي يختار فيها الفتيات صغيرات السن.


لفت أنتباهها مكتبته ، فأتجهت اليها واذهلها الكم الكبير من الكتب الهامة التي تحتويها،وقبل أن تمد يدها على رواية(دوبرفسكي)، أخبرها انها لبوشكين امير شعراء روسيا في القرن التاسع عشر، واشار الى كتب ديستوفسكي قائلا أنه من أعظم الأدباء الروس الذين غاصوا في أعماق النفس البشرية وكشف جوانبها المظلمة.



بدأت هي الآخرى تناقشه في روائع الأدب الأنجليزي عن شكسبير ومسرحياته التراجيدية مثل هاملت ، عطيل ، الملك لير، ماكبث، ومسرحياته الكوميديه كتاجر البندقية ، ترويض الشرسة وغيرها.



وأنتقلت به الى بولو كويليو البرازيلي في رواية الخيميائي المستمدة من التراث العربي والتي تستلهم الفلسفة العربية والإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون ..




فجأة قطع نقاشها الجاد :هل تحبين زوجك؟



توترت قسمات وجهها وأجابت بيننا عشرة طويلة



تابع حديثه : لايوجد زوج وزوجة يعيشان معا بسعادة، بل الجميع يشعر بالتعاسة
بدأت تقص له عن معاناتها طوال العمر مع زوج بخيل في ماله ومشاعره، جاهل لامبالي لايعرف مايدور حوله في الحياة، سلبي لايتحمل أدنى المسؤليات، وكيف انها عاشت عمرها أنثى بدون رجل ، وأنهمرت في البكاء.




أخبرها عن زوجته التي تحمل جهلها وتفاهتها وبرودها العاطفي لسنوات طويلة من أجل أولاده،إلا أن أهمالها في رعاية أطفاله كانت القشة التي قصمت ظهر البعير
.


ثم ضحك بصوت مرتفع قائلا: هل تعرفين أنني الآن وبعد طلاقها رجل ملتزم ينهض مبكرا ليتابع عمله، وينام في الحادية عشر مساء، وأتابع دروس أولادي أثناء وجود المدرسين الخصوصيين ، ونذهب سويا للتنزه في كل الأماكن التي يطلبون رؤيتها ،ولم تعد في حياتي أية علاقات نسائية، لقد كنت أهرب منها طوال اليوم ولا أعود الى المنزل الا في الفجر حتى لا أتذكر واقعي.




قطع حديثه قائلا: هل تعرفين أنك عندما تبكين تصبحين كطفلة صغيرة؟


أنت حقا أمراة جميلة وذكية وانا معجب بك ، لماذا لانقتنص بعض لحظات السعادة سويا ؟



سألته : اية سعاده مؤقته تقصدها ؟ لم ولن أمنح جسدي لرجل ، فالعلاقات العابرة تهين المرأة وجسدها، اليوم أقابلك واسعى معك الى سعادة مؤقته، والأسبوع القادم أقابل رجل آخر وأمارس معه سعادة مؤقته، وبعده وبعده وينال الجميع من جسدي بأسم السعادة المؤقته،إية سعادة مؤقته التي ستشعرني بالذنب وتأنيب الضمير وتجعلني أشعر بالذنب؟


رد عليها بصوت هاديء : لاتضيعي تلك الفرصة من يدنا،لا يوجد رجل أو إمرأة خانت إلا وكان وراءهما زوجه وزوج وضع شريكه على فوهة المدفع وأطلقه نحو الخيانه، الله سبحانه وتعالى خلق البشر واعلم بضعفهم، ولا يمكن أن يعذبهم بسبب محاولتهم للهروب من تعاستهم نحو السعادة.




أمسكت بحقيبة يدها وهمت للخروج من بيته، فودعته قائلة، لا أنكر أعجابي الشديد بك، فلم اكن أتوقعك بتلك الشخصية المثقفة الواعية، إلا أنني أعتذر عن قبول فلسفتك في السعادة المؤقته، فأنا لا أستطيع ممارستها أبدأ ، مد يده للسلام عليها قائلا: هل تعلمين بمجرد دخولك من الباب شعرت انك قمت فورا بعمل (بلوك) لي فلم استطع أن أتجاوز حدودي معك وأن أفصح لك عما يدور بداخلي ناحيتك،ولو كان الأمر بيدي ماتركت تفلتين مني أبدا.




أعتدلت قامتها ورفعت رأسها وخرجت من مدخل العمارة وهي تنادي بصوت مرتفع تاكسي ...تاكسي


عريس تيك أوي



تقابلت معه أثناء انجازها إحدى المعاملات الخاصة بها في مؤسسة حكومية، أبدى رغبته في التعرف عليها عن قرب، تبادلا أرقام الهواتف وافترقا على وعد بالتحادث في أقرب فرصة. في اليوم نفسه تلقت منه مكالمة حاول فيها تعريف نفسه، وبدأ يسألها عن نفسها مبدياً رغبته في الاقتران بها، وبعد مكالمة ساخنة طلب منها لقاء على الغداء في اليوم التالي، وأخبرها أن هذا الأمر ضروري لتقارب وجهات النظر والاتفاق على ما يلزم للارتباط.


على الغداء أخرج من جيبه علبة مخملية حمراء ومد يده إليها قائلاً: لقد قررت خطبتك الآن وتلك هي (الدبلة)حتى موعد التقدم إلى عائلتك رسمياً ونتزوج لنبدأ حياتنا سوياً.

فرحت الفتاة بطلبه ولم تمانع فقد وجدته عريساً مناسبا خاصة وأنها تجاوزت الثلاثين بعدة سنوات ، إلا أن أختها الصغرى التي كانت بصحبتها أعربت عن ضيقها وتبرمها منه، وأخبرتها أنها لا تشعر بالراحة تجاهه، بل تراه إنساناً مغروراً، وبدا ذلك واضحا في حبه لتبادل صورته معها بالبلوتوث وكأنه أحد نجوم السينما.


واستمر يلاحقها هاتفيا ليبثها حبه وهيامه، ويرسم معها أحلامه، ويخبرها عن الأيام القادمة التي ستجمعهما في عش الزوجية، ورأت فيه إنسانا متحضرا بالنسبة لآرائه فيما يخص المرأة، وأخبرها بأنه رغم أنه يفضل أن يكون مكان المرأة البيت لرعاية الزوج والأبناء، إلا أنه لا يمانع أبداً في أن تعمل إذا رغبت في ذلك.


وبعد كل محادثة هاتفية تهرع إلى أختها الصغرى لتقص لها ما دار بينهما، فتجد منها كلاما سلبيا، بل وتؤكد لها مرارا أنها لا ترتاح إليه، وكلما سألتها لماذا؟ تجيبها بأن قلبها يحدثها أنه كاذب ومدعٍ، ويبدو على مظهره أنه متعدد العلاقات النسائية.


احتارت الفتاة وقررت أن تقص الحكاية لصديقتها لتأخذ رأيها في موقف أختها، وهل هي محقة فيما تقوله خاصة وأنها تصغرها سنا وتعتبرها ابنتها بعد وفاة والدتهما؟ ضحكت الصديقة وأخبرتها أن ما تفعله أختها رد فعل طبيعي، لأنها تشعر بالغيرة عليها، أو بمعنى أصح تبغض هذا الرجل الذي سينتزع منها أمها ويكون له مكان في قلبها وربما هذا القادم الغريب يجعلها تنسى أختها الصغيرة التي تحبها وتشعر بالأمان في وجودها، ونصحتها الصديقة أن تنسى أمر اعتراض الأخت وتفعل ما تراه مناسبا.
قررت مع صديقتها أن يذهبا سويا للتسوق وأثناء قيادتها للسيارة دق جرس الهاتف فأجابت إلا أن صوت المتحدث لم يكن مألوفا لديها، وكان يستفسر عن شيئ يخص عملها مبديا رغبته في أن تتوسط له في انجاز معاملة خاصة به، وبعد أن أنهت المكالمة سريعا، تحدثت مع صديقتها متحيرة من أمر هذا الشخص المجهول وطلبه.


في اليوم التالي تكررت محادثات الشخص المجهول ثانية، وأدركت بذكائها أن في الأمر شيئا يدعوها إلى التشكك في نواياه، وبنبرة حادة أخبرته بأن عليه أن يكون صادقا، وأن يخبرها من أين أتى برقم هاتفها؟ ومن الذي طلب منه أن يفعل ذلك معها وإلا ستتقدم ببلاغ إلى الشرطة تبلغهم بأنه يضايقها في الهاتف، وبسرعة البرق اعترف بأنه صديق للشاب الذي قرر خطبتها، وأنهما تراهنا سويا على اختبار أخلاقها، وأوصاها بعدم البوح له بهذا السر، فأسرعت بالرد تعنفه وتحتقر أفعالهما، وأخبرته أن يقول لصديقه، أنها ترفض الارتباط بشخص مثله، وأنها ستقذف بدبلته في الشارع.


شعرت بالدم يغلي في عروقها، وتساءلت كيف لشاب في الخامسة والثلاثين من عمره يلجأ لمثل تلك السخافات لاختبار أخلاق من ستكون شريكة العمر؟ ورغم كثرة الاتصالات التي قام بها الخطيب إلا أنها رفضت الرد عليه، فأرسل لها عدة رسائل ليستوضح الأمر، فأجابته برسالة واحده طلبت منه أن يسأل صديقه عما حدث، وعليه أن يبتعد عنها لأنها ترفض الاقتران بمثله، وحتى يقلب الموازين عليها أرسل يقول لها إنه هو الذي يرفضها لأنها تجاوبت مع صديقه، فشعرت بالأرض تدور بها، وازدادت غضبا بافتراءاته.


وفي المساء أتت لزيارتها إحدى صديقاتها، فقصت عليها ما حدث، فهدأتها وطلبت منها رقم هاتفه، واتصلت به وبدت كأنها فتاة أخطأت في الرقم، فبدأ على الفور مغازلتها، ثم إغراقها برسائل نصية يعبر فيها عن إعجابه، ثم اتصل بها وأدار نفس الأسطوانة التي أسمعها لصديقتها من قبل، وأبدى رغبته في أن يرسل صورته إلى الفتاة، فردت بالإيجاب، وبعد أن أرسل صورته، تصل بها، لكنها رفضت الرد عليه، حاول أكثر من مرة، أرسلت له رسالة نصية تقول فيها رجاء ومنعاً للإحراج لا تتصل بي ثانية إذا كانت تلك صورتك الحقيقية فلم أكن أتخيل أبدا أنك بمثل تلك البشاعه وأغلقت هاتفها، فهذا الرقم لا تستعمله كثيرا إلا أنها تحتفظ به للطوارئ.


منشور في جريدة مصر 11

الأربعاء، يونيو 13، 2012

هزيمة إمرأة


مر عام على لقائهما سويا، ومازالت تعيش على هوامش قصه الحب التي ربطت بينهما لسنوات طويلة، رغبه منها أن يتواجد في حياتها بقوة رغم تأكدها أن تمسكها به ضربا من الحماقة والسذاجة، فبعد أن أحبته بتطرف ترفض أيضا أن يتركها بتطرف، وتأبى أن تترك له خشبه المسرح حتى بعد إغلاق الستار وتيقنها من موت البطل.

مجددا تعمدت أن تراه بعد طول غياب، لتثبت لنفسها بأنها استطاعت أن تبرأ منه، وأنها لا تهتم كثيرا بحضوره بل ولم تعد تهواه كما كانت من قبل.
فمؤخرا أجهز عليها الانهيار النفسي فازدادت حدة وعصبية وتداخلت في عقلها الأحداث فتطايرت منها الحقائق وتمكنت منها الأوهام.

قبل أن تأتي إليه ابتلعت قرصين من المهدئ، حتى يراها هادئة متماسكة، وكي تبدو له غير مبالية لما حدث بينهما من انهيار عنيف لعلاقتهما العاطفية.


أمعنت النظر في ملامحه وكأنها تراه لأول مرة، وبقسوة متعمدة حاولت إسكات ضربات قلبها الموجوع، ووعدت نفسها بأن تتجاهل عينيه مهما اشتد الحنين إليه.


خلسة استرقت النظر إلى عينيه ثانية، رأتها كما كانت تبدو لها دائما جب من الأسرار لا يستطيع أحد اختراقه أو المجازفة بالإبحار فيه، فحتما سيعود من حاول المغامرة خائبا بخفي حنين، وقبل أن يجرفها الحنين إليه ارتفع صوتها كرجل يمازح صديقه لقد امتلأ شاربك بالشعر الأبيض، سعل قليلا وركن مبسم نرجيلته جانبا وأجابها ضاحكا بالفعل لقد كبرت حقا.


سرت رجفة بأوصالها وتعالت صيحات قلبها ووقع صوتها على الأرض وهي تذكره بأنها لم تأت إليه محاولة منها لرد القضاء، ولكن ما بينهما كان حبا كبيرا وعميقا، ومن الصعب اغتياله بتلك الصورة الأليمة، فهي لا تستطيع تبديل مشاعرها كالثياب الجميلة، ولا تستطيع أن تتحكم في حبها بالريموت كنترول، فجذوره ضاربة في أعماق قلبها وممتدة لجميع أنحاء جسدها.

وقبل أن يعصف بها الاشتياق، ارتفع صوتها بطريقة هستيرية، وهي تخبره أنها تعرفت على رجل آخر يحبها ويرغب في الارتباط بها.
ببرودة الثلج قابل كلامها، واستمر يدخن نرجيلته، ثم سألها بإهمال لم تعتده من قبل، من يكون هذا الرجل؟ فقصت له بعض المعلومات البسيطة، فاعتدل في جلسته ممسكا بمبسم نرجيلته وكأنه أحد سلاطين الدولة العثمانية منتشيا في صورة تذكارية وضعت على حوائط القصور، وبعجرفته المعتادة وغرور لا متناهٍ وكأنها مازالت في قبضة يده، أخبرها بأنها لن تستطيع أن تحب رجلا غيره، ولا يوجد في هذا الكون رجل يحل محله.


نظرت إلى عينيه المجهدتين وكتمت بإلحاح صوتها، فلم يسمعها بل سمعت هي نفسها وهي تخاطبه أن يدخلها في معطفه أن يمنحها الدفء والأمان، فلم تتب يوما عن عشقه، وعادت بذاكرتها إلى سنوات طويلة مضت عندما كانا في نزهة سويا بعد خطبتهما معا، قالت له أحبك ولا أستطيع الاستغناء عنك، ولا أتخيل حياتي بدونك، حتى إذا تغيرت مشاعرنا.

علينا أن نظل أصدقاء مدى الحياة، حتى أذا أحببت امرأة غيري، أو أحببت أنا رجلا غيرك سآتي أليك أقص عليك حكايتي معه.
فأمسك بمبسم نرجيلته وأخذ نفسا عميقا كركرت معه المياه، وبهدوء شديد أطلق الدخان من فمه وبعثره في أرجاء المكان، وبابتسامه ذات مغزى قال لها (طبعا أكيد تعالي احكي لي وأنا اقطع لك رقبتك، وقتها ضحكا من قلبهما سويا، لكن اليوم يبدو الأمر مختلفا عما سبق فقد قابل حديثها بقرف، فلم يهدد بقتلها أو قطع رقبتها، بل ربما كان يهمس في داخله (اذهبي إلى الجحيم).

.
كرهت ضعفها الدائم في حضوره، والذي يحولها إلى قطة مستكينة تنام تحت قدميه، تمنت لو لم تأخذ تلك المهدئات اللعينة التي تسلبها إرادتها، حتى تنشب مخالبها في وجهه لتسيل منه الدماء، وفي غفلة منها انسابت دموعها، وقبل أن ترحل قبلت يده وصارحته بأنها تخشى المستقبل بدونه، تكاد تموت رعبا عندما ترى نفسها وقد تجاوبت بالفعل مع هذا الرجل الذي ظهر في حياتها وتحقق له رغبته في الزواج منها، لعلها تجد فيه ما يعوضها عن هجرانه لها، بل وتكاد تفقد عقلها عندما ترى مستقبلها وتبحث عنه فلا تجده.


أخذت ترجوه أن يساعدها في أن تكون لها إرادة في تركه، ففي علاقته بها ربح عشرات الجولات، وهزمها مئات المرات، وعليه أن يتركها تنتصر عليه ولو كذبا ولو لمرة واحدة.


تركته بعد أن أغرقها بصقيع مشاعره، ووعدها بأن يكون معها، ولكن عندما يسمح له وقته، وبشرط أن يكون الموضوع الذي ترغب في محادثته فيه مقنعا له وليس مضيعة لوقته، وبدون أن تدري ذهبت مباشرة إلى مكتب الرجل الذي سعى إليها مؤخرا يعلن عليها حبه.


وقررت أن تستجيب له لعلها تنسي ذلك الحبيب وجحوده، لم يصدق ذلك الرجل نفسه عندما وجدها أمامه، وهلل مرحبا بوجودها في سعادة بالغة، وبقلب موجوع أخبرته إنها وافقت على طلبه بالزواج منها، وبينما كان يقفز قلبه من الفرح والسرور شعرت هي بالدوار، وهرولت مسرعة إلى الحمام لتفرغ ما في جوفها، تبعها هو ووقف بجوارها، وقلل من شأن ما حدث، اصطحبها إلى الأريكة، وطلب منها الاسترخاء قليلا، واستأذنها ليحضر لها كوبا من النعناع الدافئ.


ثوانٍ معدودة، وبسرعة البرق لملمت نفسها وأمسكت بحقيبة يدها وحضنت هزيمتها في قلبها، وسابقت الرياح في الخروج من مكتبه ولم تنتظر المصعد بل قفزت هاربة على سلالم العمارة.

منشور في جريدة مصر 11

الاثنين، يونيو 11، 2012

مكسوفه


مكسوفة هو الأسم الذي أخترته لمدونتي والتي بدأت منها الإنطلاق إلى عالم التدوين وتحديدا في شهر يونيو 2006،وقبل أن تحتاروا وتسألوا عن مغزى الأسم،و لماذا أخترت إسم مكسوفة ؟ وياترى مكسوفة من إيه ؟ وكي أجيب لكم علي هذين السؤالين أقص لكم الحكاية ويإختصار شديد حتي لا تصابون بالملل ،كان لي صديق أعتز بة وبأرائة كثيرا وهو بالمناسبة زميل عمرطويل منذ أيام الدراسة وحتي سنوات الكفاح في العمل ، وتربطني بة سنوات كثيرة ربما تجاوزت ربع قرن ، ذات يوم أتصل بي هذا الصديق وسألني هل تتذكرين عندما كنا نتنافش سويا في بعض القضايا التي تخص المرأة ؟

فأجبتة بنعم ، فقال لي أريدك أن تكتبي لي عدة مقالات عن مشاعر وعواطف المراة والقصص التي شاهديتها بنفسك عن العلاقاتا الإنسانية والإجتماعية، وكيف يتناول البشر الحكم عليها من خلال إعتقاداتهم وثقافتهم وتناقضاتهم ،وغيرها مما كنت تلاحظينة بدقة وتعلقين عليه ؟

وقبل أن أسأله لماذا ؟ أجاب سأنشر لك تلك المقالات في مجلة حاليا تحت الصدور، وستكون تحت عنوان مكسوفة، والحقيقة أن كل ما ستقومين بطرحه وتكتبين عنه لا يمت للكسوف بصلة ، لأنك ستكتبين بجرأة ربما لم تعتد المرأة الكتابة فيها من قبل ، وسألني من خلال قراءاتك هل وجدت أمرأة تتحدث عن مشاعرها الحقيقة أو تنقل مشاعر وتجارب النساء كما يجب أن تكون ؟

وقبل أن يسمع الإجابة علي لساني ، عاد ليسألني ثانية لماذا توجد نساء مثلك يستطعن الكتابة بهذا الأسلوب وتتركن أنفسكن للرجال يعبرون عن مشاعركن وقضاياكن؟ ،وقبل ان أجيب.. لحقني وقال كثير من الرجال يتقمصون دور النساء في الكتابة ، فهل يمكن للرجل أن يجسد مشاعر الأنثي وهي تحب وتعشق وتمارس الحب ،أو أثناء تغيرات جسدها الفسيولوجية من أعراض الدورة الشهرية ، او الحمل والولادة ، أو عندما تبغض أو تشعر بالظلم أو الأضطهاد ؟ وأيضا قبل أن أجيبة أجاب هو نعم يمكن للرجل أن يتخيل أو يسمع ماتقولة المرأة في تلك اللحظات الا أنة لم يجرب تلك المشاعر ولم يحس حقيقة بها ، فلن يستطيع مهما أمتلك أدوات اللغة أن يعبر بنفس العمق الذي ستعبر فية المرأة عن نفسها .

وراقت الي الفكرة وبالفعل قررت أن أمضي قدما في طريقي وبعد كتابة أكثر من مقال لم يحالفني الحظ في أن تصدر المجلة الا أنني كنت سعيدة بالفكرة و قررت أن أكتب كتابا يحتوي علي تلك الموضوعات التي نويت التحدث عنها ، الا أن هذا الموضوع لم أتحمس لة كثيرا ، وفجأة قررت أن أمارس الكتابة المجنونة التي أعشقها منذ زمن بعيد ولكن خلال مدونة تحمل أسم( مكسوفة) وعلي الأنترنت ، وتوسعت أطماعي في المزيد من تناول قضايا المرأة الشائعة كعلاقتها بزوجها وزملاء العمل ، وكيف يطاردها بعض الرجال كفريسة سهلة الوقوع ، وكيف تطارد هي الأخري الرجل لتحبة أو تتزوجة ،وكيف تبغض رجلها الذي أحبتة وكيف تنتقم منة كذلك قررت أن أتناول قصص وقوع المرأة في بئر الخيانة والأسباب التي تدفعها لممارسة أشياء لم تكن يوما تصدق أنها تفعلها وذلك بأكملة من خلال تجاربي الخاصة وتجارب الصديقات وزميلات العمل من حولي ، وقمت بسرد تلك المشاهدات من خلال نصوص أدبية ومن خلال رأي المرأة نفسها وليس كما يعتقد الرجل بأنة حقيقة قادرا علي التحدث نيابة عن المرأة حتي في الأشياء الخاصة جدا جدا.

وحاولت مررا إغلاق المدونه وانهاء علاقتي بعالم التدوين،خاصة وبعد أن تعرضت لإنتقادات كثيرة وهجوم ضاري بسبب جرأة وصدق ما أكتبة من المتشنجين والمدعين وفلاسفه المقاهي، ونلت أفظع الشتائم والسباب التي حولت بسببها التعليقات حتي لا أتسبب في أيذاء القراء بما قد يجدونه من كلام بذيء ، وأعتقد البعض أنني رجلا بشنبات يكتب تحت أسم مستعار ويتلاعب بالقراء،وذلك بسبب إنني أخفيت أسمي الحقيقي حتى أكتب بحرية.

الا أنني اعود ثانيه لشعوري أنني أكتسبت من خلالها معرفة أحلي أصدقاء عرفتهم في عمري كله ، فلا مصلحة بيننا ولا منافع تربطنا ببعض ولا كذب ولا نفاق في عالم إفتراضي جميل.لم أعرفهم من قبل الا أنني أحببتهم جميعا من كل قلبي، ورغم أنني لم أشاهدهم بعيني الا أنني رأيتهم بقلبي ومشاعري وأحساسي.

وبعد ظرووف كثيرة صعبة مررت بها قمت بالفعل بالغاء المدونة،ثم شعرت بالحنين فعدت ثانية إلى عالم التدوين بعدة مدونات إلا أن أفتقادي لمدونتي الأولي مكسوفة كان يفوق الوصف،وعندما قصصت الموضوع على الأستاذ جمال فندي رئيس مجلس الإدارة شجعني ثانية أن أعود لأكتب تحت باب مخصوص لي أطلق عليه نفس أسم مدونتي القديمة التي أعشقها كثيرا(MAKSOFA)وتشاء الصدف أن ينشر المقال في نفس الشهر يونيو الذي أطلقت فيه مدونتي منذ 6 سنوات تقريبا، لذلك قررت قبل أن أبدأ حكاياتي أن عرض عليكم نبذة مختصرة عن سبب إختيار أسم المقال.

المقال منشور في جريدة مصر 11

الخميس، يونيو 07، 2012

عن الحب أسألوني؟



لايمكن أن تمر حياه أنسان رجلا كان أو أمرأه دون أن يعيش تجربة أو عده تجارب للحب،ولكل مرحله عمريه حب مختلف بمذاق متنوع حسب السن والنضج والخبرات ، ففي مرحلة المراهقة، عشت قصصا وهميه لأشخاص لم أحبهم حبا حقيقيا ، لكنها نوعا من التعايش مع مشاعر قويه بداخلي دفعتني لتجربة طعم الحب ،قصص سطحية تذكرني بأفلام السينما الصامته ، نظرات وأبتسامات وبعض الكلمات المشتعلة بالعشق،ولا يخلو الأمر من بضع خطابات غرامية يبثني فيها الحبيب أشواقة وهيامه.

وأختلف معي الأمرأثناء دراستي الجامعية ، فكلما تعرفت علي شاب،أطير فرحا وأنا أهمس لنفسي (هو ده آخيرا وجدته)،ثم يأتي الليل لأنام واصحو وكأني لم أره في حياتي ،وكانت صدمة من أعتقد أني وقعت في غرامة عنيفة،فيكون رد فعله متمثلا في مسارين إما أن يتركني لحالي ويبتعد وكأن الذي جرى ماكان، أو أنه يطاردني لمعرفة سبب الغدر المفاجيء ثم يبدأ في رحلة إنتقامية محاولا فيها معاملتي بإحتقار أو الإساءة لي،وهكذاتمر الأيام حتى يحدث النصيب الذي قدرة الله ويجعله محببا لنا ونقع فيه بكامل إرادتنا دون مقاومة لنتزوج .

و يعتقد البعض أنه كلما كبرت المراة في السن أنطفأت لديها جذوة الحب ،بعد سنوات أنهكتها فيها رعاية الزوج والأولاد والعمل داخل البيت وخارجة،ولكن الحقيقة أن أعنف وأقوى حب هو حب العواجيز ،وقد شهدت بنفسي عدة قصص في محيط الصديقات خاصة اللواتي عانين من شعور الوحدة والإكتئاب بعد وفاة الزوج أو هجره لها بالطلاق ،والحب هنا ووجود الحبيب نوع من التعويض عن العمر الذي ضاع أو الرغبة في ونيس تتبادل معه المشاعر الدافئة والإهتمام، وفي أعتقادي أن حب سن العقل والنضوج أجمل وأقوى واصعب حب لأنه حب الأحتياج ،،وده طبعا علي رأي سعدون جابر مطرب شعبي عراقي قال (هوا تالي العمر قتال وأكتر من أيام الصبا يعذب) .

و المفروض أن الحب يسعدنا ويجعلنا نعيش حالة من الطيران والتحليق فوق السماء ،و لكن بما إننا شعوب نكديه نعشق الحزن والآهات،نعبر عن حبنا بالنكد ، تحت مسميات كتيره ، الغيره ، اللهفه ، الأشتياق،القلق،أنعدام الثقة، وغيرها من التعبيرات التي نخفي بها رغبتنا في ممارسة النكد ، ولكن حقيقة أجمل القصص التي يصل فيها النكد والخصام لأعلى مؤشراته، ثم فجأة تجدي عدة محاولات للإتصال بك من حبيبك لإعادة الوصال بعد الهجر والحرمان.

ولكل مرحله في قصة الحب جمالها ، في البداية يلعب الطرفان الإستغماية باللف حول بعضهما،رغبة منهما بالأيقاع بالطرف الثاني ،و هناك عدة حالات، الرجل الذي يستمتع وهو يراقب محاولات المرأة لجذب أنتباهه ويتلذذ بكل سيناريو تنفذه وهو يحاول إفشالة لتعيد الكرة من جديد، ويفضل قاعد وعامل عبيط لحد هي ماترمي عليه شباكها ويستسلم لها ، وياسلام بأه لو الراجل ده من نوع الواد التقيل ، بتحس الست أنها قدرت تجيبه بلمس الأكتاف ، والعكس صحيح وهناك الرجل الذي يرفض دور الفريسه ويحب أن يكون البطل وأن يكون الصياد،وهناك من يتصارحان مباشرة أختصارا للوقت والجهد،وفي النهاية النتيجة واحدة لبداية قصة الحب ، ثم يحدث الأندماج والتكامل بين الطرفين.

وأصعب حب عندما تعشق المرأه رجلا متقلب المزاج، ترى معه الفصول الأربعه في اليوم الواحد، وتفشل في معرفة الطرق المثلى للتعامل معه ، أو أن الحب يكون من طرف واحد .

وتعرف المراة أنها وقعت في الحب عندما تشعر بأهتمامها الزائد بهذا الشخص وأهتمامها الزائد بجمالها وأنوثتها خاصة في حضوره، عايزة كل شويه تكلمه في الموبيل أو تعلق عنده على الأستيتوس اللي كاتبه على الفيسبوك وتراقب كل واحده كتبت له أيه؟وتقعد تحور في كلامها علشان تثبت لنفسها أن رجلها محل غزل من باقي النساء.

كما تتمنى أن تراه في كل وقت ،تجلس أمامه تخترق عيونه وتسمع صوته ، تضمه الى صدرها تقبلة تلتصق به ولا تتركه لحظة ، تود أن ترضيه بأية طريقه حتي ولو حساب نفسها ، وأذا كانت إمرأة ذات شخصية قوية معه تحس بأنها اضعف كائن علي وجه الأرض ، عندما تلتقي به يدق قلبها كطبول الحرب ويرتعش جسدها كمن أصابته حمى، وتحب تسمع أو تشارك في أي حديث عنه ،وتلاقيها عمال علي بطال بتجيب سيرته علي رأي أم كلثوم (ولما أشوف حد يحبك يحلى لي أجيب سيرتك وياه )،وتخلق له الف عذر في تصرفاته البايخه وتقعد مستنياه علي نار.

و الحب ضعف ،والمرأه عندما تحب تجد نفسها مسلوبه الأراده أمام من عشقه القلب ، وساعتها يقعد يلعب بيها الكره الشراب في الشارع ، الله يخرب بيت الحب ،وعلي رأي اخوانا السوريين (يلعن الحب شو بيذل) .

ولا يوجد قرار في الحب ، فالقدرة على أتخاذ القرار تعني أن عقلك يشتغل وصالح للإستخدام ، والحب بيجي كده زي القضا المستعجل، ماتعرفش طلع لك منين ، مافيش فيه تفكير الا في الحبيب اللي بتعمله مثالي رغم أنه مليان عبر وعيوب .

وقد تستمر قصة الحب العمر كله،أوتنتهي وتصبح ذكري وغالبا يسبق النهاية مقدمات كثيرة مثل المعامله السيئه ، الجفاء ، الهجر ، الخيانه ،ويختلف الأمر مع حب العمر ، فلا يمكن نسيانه إلا إذا أتى خلفه حب أقوى منه أستطاع إسقاط الحبيب السابق عن عرشة في ثورة نادرة التكرار،ويموت الحب عندما تكتشف المرأة أن حبيبها ندل وجبان وعيل ، وغدار وخاين ،وتظهر كل عيوب الحبيب والتي رأتها أيجابيات من قبل.وربما ينتهي الحب بعد الزواج أذا لم يستطع كلا الطرفين أحتواءالأخر .

و غالبا يبدأ الحب بعلاقه صداقه ثم تتحول الي حب .،ولو أنتهى الحب بشكل شيك يتحول الي صداقه جميله بين رجل وأمرأة كان بينهما مشاعر حلوة في يوم من الأيام ، لكن للأسف معظم قصص الحب عندنا بتنتهي بمجزره .

أما عن تكرار قصص الحب في حياتنا أتذكر مقولة أحد الأصدقاء الذي قال لي ذات مرة

الحب الحقيقي لايمكن أن يحصل الا مره واحده في العمر ولايمكن أن يتكرر ابدا ، تماما مثل خرم الودن .

فرددت عليه ضاحكة يااااااااه دا أنت قديم قوي ،وسألته يا ابني هو أنت موش متابع الموضه ؟ متعرفش ؟!!دلوقتي الموضه بيخرموا الودن يجي عشرين خرم!!!.

وفي النهايه دعوني أسألكم

ياتري أيه أخر أخباركم العاطفيه ؟

الأربعاء، يونيو 06، 2012

الساقط ينزل التحرير !



لا ادري لماذا لا يحترم السادة مرشحي رئاسة الجمهورية الذين سقطوا في المرحلة الأولي أنفسهم،ويحترموا نتائج الإنتخابات وإرادة الشعب ويكفوا عن الإستخفاف بهذا الشعب المسكين الذي يتحدثون بإسمه رغما عن أنفه، ويمارسون عليه الإبتزاز السياسي الرخيص ويبحثون عن مكاسب سياسية بديلا عن فشلهم الإنتخابي،ويجبروننا على تنفيذ رغباتهم وأهوائهم الخاصة غصبا عن أعينا بمنطق فيها لاأخفيها،وهل هؤلاء الذين يسيؤون للشارع المصري وينصبون أنفسهم أولياء علينا وكأننا شعب فاقد الأهلية لا يعي مصلحته، يستحقون حقا بتصرفاتهم الصبيانية رئاسة دولة بحجم وثقل مصر؟.

يعترضون على النتائج لإنها لم تأت بهم،وإلا كانت نزيهه فعلا إذا لم يرسبوا وكان لأحدهم نصيبا في الإعادة،وعليه أتفقوا جميعا بعد أن فشلوا أن يشكلوا مجلس رئاسي مدني متجاهلين إننا بالفعل نقترب من إختيار رئيسا لمصر، وتشكيل مجلس رئاسي مدني هو أمرغير قابل للتطبيق العملي،فما هو الأختصاص و النص الدستوري الذين يستندون اليه ؟

يريدون العوده بنا إلى الخلف لا شيء إلا لإنهم لم يكن لهم نصيبا في التورته،فلم يهتموا بإنهيار الإقتصاد وهروب المستثمرين،و10 مليون مصري يعملون بالسياحه بينهم من فقد وظيفته أو على وشك،أو تدني دخله أو أنهارت شركته،ولا يعبئون بالفقراء الذين يعملون باليومية وضاق بهم الحال أكثر من قبل.

عندما اسقطت ثورة 25 يناير نظام مبارك نادي الجميع بالديمقراطية،وعندما بدأنا أولى خطواتنا اليها،بدأ من طالب بها بوضع العراقيل حتى لانصل اليها،وليته وضع لنا عراقيلا مقنعة قابلة للنقاش لربما نحن فعلا نسير في الطريق الخطأ،ولكنهم وللأسف أستخدموا معنا وسائل لإستعراض القوة والعضلات والتهديد بالفوضي كمن يتشاجرون في العشوائيات والأحياء الشعبيه بالسنج والمطاوي وهم يصيحون بأعلي أصواتهم ياحارة يلي مافكيش راجل.

وفي ظل شحن الشباب الثائر المتحمس للثورة وللتغيير والذي يصدقهم ويثق بهم،فخرج معهم ليطالب بحقه،نجد الإجتماعات بين هؤلاء القادة في رحلات مكوكية هنا وهناك من اجل نيل المكاسب وقبض ثمن فاتورة النضال،ومن عجائب القدر حقا أن نجد الناصري يغازل شباب الأخوان المسلمين قائلا إنني أحبكم جميعا لقد كنت مدافعا عن الإخوان عندما كانوا مضطهدين في النظام السابق،وإنه لولاهم ماكان دخل بحزبة إلى مجلس الشعب، ياترى وماهو رأية في علاقة جمال عبد الناصر والأخوان ولماذا لم يعتذر عما فعله بهم جمال عبد الناصر ،وهل نسي الناصري مافعله الأخوان وباع دم جمال عبد الناصر؟

ثم نجد المرشح المنشق عن جماعة الأخوان يغازل كل التيارات ويخرج علينا بتصريحات ناريه وكأنه ضمن كرسي الرئاسه وللأسف لم ينجح هو الأخر رغم أن كثير من المنتمين إلى التيارات الليبرالية منحوه اصواتهم ولا أدري كيف يحدث هذا مع إختلاف الأيدولويجات ؟.

و مرشح آخر يشكك في نزاهة الإنتخابات ويتظاهر محمولا على الأعناق في التحرير والحقيقة أنه نجح في إدخال الشك في نفسي وإلا كيف فاز هو بهذا الكم من الأصوات 134056؟

خلخلة الدولة من الداخل هدم الجيش هدم القضاء ومن قبلهما هدم الشرطه هو إستمرار لمخطط إسقاط مصر ، البطولة ليست في شحن الشباب وجعلهم يحتشدون في الشوارع والميادين لإستعراض القوة ،ولكن أن تقولوا الكلمة المسؤوله وأن تراعوا مصالح الناس وفقراء مصر وأتقوا الله في هذا البلد ونحوا مأربكم الشخصية جانبا ،أنقذوا وطنكم وأحرصوا على تحقيق أهداف الثورة ولا تدفعوا بها للإنحراف عن مسارها الأساسي.

يامن تشيعون الفوضى في مصر لماذا لم تحرصوا عليها منذ البداية وطغت عليكم جميعا مشاعر الأنانية وشهوة السلطة والوصول الى الكرسي،ولماذا لم تتوحدوا جميعا خلف مرشح رئاسي واحد بدلا من تفيت الأصوات؟،والآن بعد أن رسبتم بالثلاثة تريدون التحالف لعمل مجلس رئاسي مدني ،باليلدي كده ده اسمه رمي جتت

بالله عليكم هل تريدون حقا مصلحة مصر وشعبها أم مصلحة أنفسكم وأغراضكم الشخصية؟


المقال منشور في جريدة مصر 11 الإلكترونية