الأربعاء، أبريل 13، 2011

من أنت ؟؟؟





كم مره سألك أحدهم من أنت؟



لم أفكر في أجابة هذا السؤال يوما
من الأيام،ولم يخطر ببالي أن تحيرني الإجابه ويتوقف ذهني كلية وتعجز كلماتي عن التعبير عن نفسي وإختصار كافة العناوين التى مرت في حياتي( من أنت ؟ )سؤال وضعني في حيرة يوما كاملا، جعلني أحاول أصطناع أجوبه لم أجدها أبدا مقنعة أو شافية،أجبت مره بأسمي الكامل،فوجدت سائلي يحرجني ثانية بإنني لم أفهم المغزي الحقيقي من السؤال ،وردد بإنه ليس موظفا في السجل المدني كي أنطق أمامه بأسمي حتى سادس جد، ففهمت أن الإجابه لها معنى عميق ومضمون مختلف لا أخفيكم سرا بت طوال الليل أفكر في الإجابه بعد أن أخذت أردد السؤال بطريقة القذافي (((من
أنتم؟)))إلا إنني أعترف بإنني فشلت وعجزت تماما عن إختزال حياتي وعمري كله في بضع سطور بسيطه









وفي ظلام الغرفه لاحت لي صورتي وانا طفلة صغيره متشبثة بيد أمي وذاهبة لأول مره الى المدرسة وقبل ذلك اليوم جلست والدتي مع
والدي رحمهما الله يحفظاني أسمي الجديد الذي عرفته لأول مره،وقالوا لي اسمك الحقيقي (إيمان)،وطوال الليل جلست احفظ اسمي وأردده، حتى لا أنساه في اليوم التالي،وعندما تركتني والدتي في حوش المدرسه مع باقي الأطفال تأهبت لسماع أسمي حتى يتثني لي الإنضمام الى فصل معين من الفصول الدراسيه،مازلت أتذكر ذلك اليوم جيدا،فقد كان يوما فاصلا في تاريخ حياتي بسبب دخولي لأول مره المدرسه الإبتدائيه ،وكانت المدرسة التي
انضممت اليها قبل ذلك مجرد حضانه تعلمت فيها الحروف الأبجديه وبعض الكلمات والحساب والقرآن الكريم ،وكنت أذهب يوما وأتمارض شهرا ولم يكن لي اسما غير
الذي عرفته من قبل،وايضا يوما فاصلا في حياتي حيث بدأت بأسم جديد مختلف تماما عن أسمي الآخر والذي كانت اسرتي واقاربي وجيراني ينادوني بيه وهو (عزه)وبعدها اصبح لي اسمين وشخصيتين لايفارفا بعضهما وكأنهما توأم ملتصقين




وكان أسم (عزه) وقتها الأكثر قربا الى قلبي ونفسي، فهو الأسم الذي كان يناديني به أفراد أسرتي وأقاربي وجيراني،وكانت تلك الشخصيه تحمل كل الصفات والسمات الإنسانيه العاديه من بشقاوه ومرح وقليل من الإنضباط اما إيمان فقد كان الأسم ألأكثر رسميه في التعامل حيث كنت معروفه به في المدرسه والجامعه ولإنني كنت مجتهده نوعا ما في المدرسه فقد كان اسم ايمان هو اسم العقل والزينه والإجتهاد و الإنضباط والعبوس والتجهم الدائمين في المدرسه أعتقد جميع المدرسين في كافة المراحل أنني بنت غير مشاغبه بالمره فمن وجهة نظرهم أنه لايمكن أن يجتمع الشغب مع التفوق ،وحفاظا على صورتي المثاليه أمامهم، كنت أقوم بالتخطيط للحيل الجهنميه التي من شأنها أن تشيع الفضوى في الفصل ،و القي بها لبعض الصديقات والزميلات لتنفيذها ،وكن جميعا يطردن من الفصل بينما اجلس انا على مقعدي وانصت بإهتمام الي المدرس وعلى وجهي علامات الإشمئزاز والقرف من البنات المشاغبات


وكانت البنات لاتعلم إنني أشركهن في تنفيذ المخطط لذلك كن يتعجبن من أنني لا الق نفس عقابهن حتى أن إحدى صديقاتي ذات مره وبعدها طردها من الفصل جاءت وفتحت الباب عنوه وهي تشير إلي قائلا((يلا أطلعي بأه)فسأل المدرس البنات عمن تتحدث تلك الطالبه؟ فأشرن في حركه نذاله جماعيه( الى )فأمرني المدرس بالخروج فورا ولم يكن أحدا من المدرسين يعتقد أو يصدق إن كل الحوادث الإجراميه التي تحدث في الفصل من تدبيري أنا،حتى أكتشف شغبي هذا مدرس اللغة الإنجليزيه(فاروق اباظه) رحمه الله ،وكنت وقتها في الأول الثانوي ولأنني كنت مجتهده فعز عليه أن يطردني كبقية البنات وانما كان أول مايفعله عند دخوله للفصل أن ينادي على وعلى صديقتي الحميمه سناء والتي كانت تنفذ جميع مخطاطاتي دون نقاش وأطلق علينا لقب (زقزوق وظريفه )لنجلس على جانبي الطاوله التي كان يجلس عليها وبذلك قضى على الفتنه في مهدها في حصته بشكل خاص






وبدات أشعر بإنفصام في الشخصيه بسبب الأسمين المتناقضين،فذهبت الى والدتي وسألتها لماذا لم تطلقوا علي اسما واحدا؟ولماذا هذا التشتت؟وماعلاقه إسم إيمان بإسم عزه؟ فردت والدتي أنها عندما كانت صغيره قررت أنها إذا تزوجت وأنجبت بنتا ستسميها (عزه) وذلك بعد إعجابها بقصيده لعبد الرحمن الشرقاوي بعنوان (رساله من اب مصري الى الرئيس الأمريكي) وقتها كان ترومان،وكانت تردد بعض ابياتها على مسامعي على أن (( عزة )) يا سيدى هى البسمة الحلوة الباقية// تلوح على وجهها للجميع عذوبة أيامنا الآتية //وتمسكت والدتي بتسميتي عزه مثل بنت الأديب الكبير رحمه الله عبد الرحمن الشرقاوي خاصة وان القصيده كانت تحمل نغزي سياسي وضد الهيمنه الأمريكيه أما والدي رحمه الله كان شديد الإعجاب بالفنانه السمراء (إيمان )لذلك اسماني تيمنا بإسمها وذهب وقيدني رسميا في شهاده الميلاد باسم ايمان وتركوا لي الحيره والتخبط بين الأسمين اللذين فرضا على شخصيتين



وفي الجامعه أحببت اسم (إيمان )أكثر من (عزه )ووجدته الأجمل، بل واصبحت أبغض اسم عزه واجدني شخصيه أخرى غير التي اعرفها،وبدأت أتنكر لأسم عزه خاصة وأن والدي رحمه الله بدأ يناديني بإيمان في البيت ولشده كراهيتي لأسم عزه أتذكر أن أبن خالي وقتها كان في كليه الفنون الجميله قابلني مصادفه في كافتيريا كليتي كليه الإعلام جامعة القاهره، وكان معاه موزه تقدم نحوي وعرفها بي قائلا بنت عمتي عزه فرديت بسخافه اسمي ايمان موش عزه، وتركتهما ورحلت وحتى الأن مازال ابن خالي يذكر لي هذا الموقف كلما رآني ويقول طفشتي البت،، قالت لي بنت عمتك وماانتش عارف اسمها؟ وبدأت قصه عشقي لأسم (إيمان ) الذي اصبح أسمي الأوحد وتضاءل بل وأضمحل اسم عزه امامه، بعد أن ذهبت للعيش في الإمارات فلم يعد هناك من يناديني باسم عزه الذي اصبحت لا أسمعه الا عندما آتي الى مصر في الإجازات السنويه،ومنذ ذلك الوقت تسيد اسم إيمان على حياتي كلها خاصة وأن زوجي وأولادي لايعرفون غيره، وودمجت التوأمين عزه وإيمان في كيان واحد ورغم سردي لتلك القصه إلا أنني وحتى كتابة السطر الأخير لم أعرف إجابة السؤال من أنت؟ ترى هل عرف أحدكم من يكون؟